Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات وتقارير

حكوماتنا ومنهجية اللعن

مرتجى ماجد
لازال القران الكريم يعطي صورا واقعية عما يجري في الازمان المتواترة مابعد الرسالة المحمدية ليؤكد بذلك اعجازه وانه كتاب ليس من صنع البشر بل انه كتاب سماوي تنزل على رسول الانسانية من قبل الخالق العالم بكل الاحوال والعالم بما يحدث وماسيحدث لذلك اخبر عن الماضي والحاضر والمستقبل وهذا بحد ذاته اعجاز لايفوقه اعجاز.

وتناول القرآن في واحدة من صوره سنة لعن الامم اللاحقة للامم السابقة وهي صورة جلية اخبرت عن واقع حكومات الامم ومنهجيتها في تسويق افضليتها على سابقتها، ويقسم علماء النحو اللعن على قسمين وهما 1- اللّعن من الله فهو الطّرد عن رحمته. وهذا مختصٌّ به سبحانه. 2- اللعن من الناس: فهو السبُّ، والشتم، والدعاء على الشخص. فقد وردت كلمة اللعن بالقران بالتوصيف للعن بين الامم ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ( كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا)”
حيث سرت العادة فيما مضى على ان تلعن كل امة الامم التي سبقتها ويشير المفسرون الى ان القران يقصد بالامم هي الممالك والحكومات التي تتسلط على تلك الشعوب ، فكل امة تأتي تسب وتشتم تلك الامة وتعريها عن كل ايجابية بل وفي احيان تفتري عليها وتصفها بما ليس فيها ، فجاء النص الالهي ليبين صراعات الحكومات والممالك ووصفها بما ورد في طيات القران من لعن الامم فيما بينها.
وهذا الامر نراه ينطبق جليا على حكوماتنا ، لانريد ان نذهب بتأريخ بلاد الرافدين بعيدا بل الى القريب العاجل منذ ان تحول النظام من ملكي الى جمهوري على يد عبدالكريم قاسم مرورا بحكومة البعثيين الى الحكومات الحالية ما بعد سقوط مملكة البعثيين.
لقد لعن عبدالكريم قاسم واتباعه “الملكية” حيث اتخذت حكومة قاسم منهج اللعن على ماسبقتهم من حكومة حاكمة وهي الملكية لتليها انقلاب البعثيين الذي فاق دموية على دموية انقلاب قاسم على الملكية وبذلوا جهدا كبيرا بتغيير قناعة المواطن العراقي تجاه قاسم ونواياه في ادارة البلاد ،لان اغلب العراقيين كانوا ينظرون الى قاسم على انه الزعيم المنقذ ، وهذا ماصعب المهمة على البعثيين بتغيير قناعات العراقيين تجاه حكومة قاسم ، لكن لم ييأسوا ولم يتوقفوا عن لعن حكومة عبدالكريم قاسم ونجحوا بعض الشيء.
مابعد 2003 تعاقبت حكومات كثيرة حكمت البلاد بمنهج الديمقراطية والتعددية في ادارة البلد ، اختلفت صورة رأس السلطة الحاكمة لكن منهجية الحاكمين هي ذاتها في ادارة الحكم ، الا انهم على الرغم من تشابههم فأن كل حكومة تأتي تلعن اختها التي سبقتها وتوجه اعلامها وجيوشها الالكترونية لتسليط الضوء على سلبيات الادارات السابقة وكشف السرقات التي حصلت في تلك الحكومات وبهذا المجال تأخذ هيئة النزاهة الاتحادية دورها في كشف فساد الحكومات السابقة من مدراء عاميين ووزراء وحكومات محلية الا انها لاتتطرق الى ملفات فساد الحكومة الحالية.
فسرقة القرن التي باتت اليوم الشغل الشاغل للشارع العراقي فما هي الا صورة من تلك اللعنة مابين الحكومات ، فالحكومة السابقة لم تتطرق لـ “صفقة القرن” بل كانت هي الجزء الاساسي في هذه الصفقة ولم يكشف تفاصيلها الا في الحكومة اللاحقة ، وكذا يكرر اليوم المشهد فالمؤسسات الحكومية المسؤولة عن كشف ملفات الفساد لم تحقق ولم تكشف ملفاً كبيرا في هذه الحكومة بل اكتفت تلك المؤسسات بكشف ملفات الحكومات السابقة ، ولانعلم هل سيكون اللعن من قبل الحكومة المقبلة للحكومة الحالية بكشف ملفات الاعمار لاسيما ملفات المجسرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى