Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عربي ودولي

ضرب المستشفى الأهلي العربي المعمداني هل هي أذكى عملية لنتنياهو ام الاغبى؟

نشر السياسي العراقي محمد توفيق علاوي اليوم الخميس، مقالا تحدث فيه عن ضرب مستشفى المعمداني في فلسطين والقرار المتخذ من رئيس وزراء الكيان المحتل نتنياهو.

ادناه نص المقال:

اول مرة منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي يحدث هذا الانقسام الحاد في مواقف الشعوب والسياسيين من عملية (طوفان الأقصى) في غزة على المستوى العالمي، العالم الشرقي ومن ضمنهم العرب والمسلمين والمسيحيين بل حتى بعض اليهود الإسرائيليين وقفوا الى جانب الفلسطينيين مستذكرين الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا ويسقطون في كل يوم ؛ والعالم الغربي ينظر الى الامر كإسرائيليين مدنيين أبرياء يعيشون كعوائل في بيوتهم مع نسائهم واطفالهم حياةً هادئة في المستوطنات وآخرين منهم يحيون حفلة غنائية راقصة بمناسبة دينية فيهجم عليهم (الارهابيون الفلسطينيون) ويبدؤون بقتلهم (لمجرد انهم يهود ويقطعون رؤوسهم بل ذبحوا العشرات من الأطفال) كما زعم الرئيس بايدن ونشرتها اغلب الصحف الغربية في صفحاتها الأولى وبالعناوين الكبيرة قبل ان تكذبها بمنشور صغير لم يطلع عليه إلا القليل منهم.

هذه الأجواء في الغرب اوجدت تعاطفاً كبيراً مع إسرائيل في صراعهم مع (الإرهاب الفلسطيني) الذي تمثله حماس وشركائهم من حزب الله اللبناني وباقي الفصائل وايران (حسب زعمهم).

على اثر هذا التعاطف أرسلت اميركا اسطولاً بحرياً من حاملة الطائرات فورد ثم اسطولاً آخر مع حاملة الطائرات ايزنهاور مع عدة بوارج حربية مهاجمة ومدمرات وحاملات الصواريخ الموجهة، كما أرسلت بريطانيا الاسطول الحربي البريطاني لمساعدة ودعم إسرائيل في صراعها مع غزة وضد أعداء إسرائيل في المنطقة.

هذا التعاطف والاسناد العسكري الغربي وتحشيد الاساطيل الغربية في شرق المتوسط هو اسناد عسكري غير مسبوق لإسرائيل إذا حدث أي صراع بين إسرائيل وجبهة المقاومة وامتد ليشمل ايران في آخر المطاف، لذلك من المهم بالنسبة لنتنياهو ان تبدأ حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله وتمتد الى سوريا وايران مع هذه الحشود العسكرية الكبيرة لأميركا والمعسكر الغربي في المنطقة والتي جاءت دعماً لإسرائيل، إن وضع نتنياهو سيكون صعباً جداً في استمراره في الحكم وبالذات ان انتهى هذا الصراع باي طريقة عادية غير دراماتيكية، لذلك من المهم لنتنياهو ان يجُْر باقي الأطراف الى حرب شاملة وكادت المواجهة الشاملة ان تحدث وبالذات حينما صرح وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان ان اعمالاً استباقية قد تحدث من جبهة المقاومة خلال ساعات ان اتخذت إسرائيل إجراءات أخرى في غزة، لقد تصور نتنياهو ان الاجتياح البري سيدفع جبهة المقاومة للدخول في مواجهة شاملة، ولكن الاجتياح البري ليس نزهة لإسرائيل بل سيكلفها الكثير من الضحايا والكثير من الوقت، لذلك من المهم القيام بعمل استفزازي كبير وسريع يجُْر جبهة المقاومة الى ردة فعل غير مدروسة ويجُْرّها الى حرب شاملة فكانت ضربة المستشفى الأهلي العربي المعمداني، ولكن كانت النتائج مخالفة لما خطط لها، فلم تُجْر جبهة المقاومة الى حرب شاملة [وإن كان ذلك الاحتمال لا زال قائماً] وفقدت إسرائيل الكثير من التأييد الشعبي في العالم الغربي بل فقدت حتى التأييد السياسي ، كان يتصور نتنياهو انها اذكى خطوة ولكن تبين انها اغبى خطوة اتخذها في هذا الصراع حيث قلبت الموازين لصالح الفلسطينيين الأبرياء وليس ضدهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى