Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات وتقارير
أخر الأخبار

مؤتمر حشد العتبات تأسيس لمشروع اللادولة


سليم الحسني

في أجواء أمنية وسياسية حساسة يعيشها العراق، عقدت مجاميع عسكرية مؤتمرها في العتبات المقدسة، وأعلنت عن كيانها الجديد بالاسم، وسط تغطية إعلامية واسعة، ثم أصدرت بياناً تطلب فيه من القائد العام للقوات المسلحة تنفيذ مطالبها في صيغة تحددها هذه المجاميع بنفسها.

ما الذي تُعطيه هذه الخطوة؟
الجواب يمكن وضع بعض جوانبه في النقاط التالية:

ـ لا توجد دولة، إنما هناك أمراء حرب وقادة مجاميع مسلحة هم الذين يحددون ما يريدون ويفرضون على رئيس الوزراء رغباتهم وعليه أن يوافق.

ـ القائد العام للقوات المسلحة، غير معترف بوضعه الدستوري والقانوني، وأن قادة المجاميع المسلحة هذه، هم الذي يتصرفون وفق إرادتهم بعقد مؤتمرات عسكرية يصممون فيها التشكيلات والقرارات.

ـ لا وجود لهيبة الدولة، بل لا قيمة للدولة ودستورها وقوانينها، فكل مجموعة تريد ان تعقد مؤتمرها العسكري فلها ذلك، في أي مكان وفي أي وقت، ولتحدد شروطها ومطالبها وتفرضها على القائد العام للقوات المسلحة.

ـ المرجعية الدينية عنوان تستخدمه أي جهة، ويمكن توظيفه باتجاه عسكري مسلح لتشكيل المجاميع، وفي هذه الحالة لا تستطيع أي سلطة حكومية ان تعترض، فهذا اجراء فوق الدستور والقانون والدولة.

ـ الجهات الدينية من مؤسسات ومكاتب ووكلاء ومتولين، تحولوا الى قادة حرب وأصحاب قوات عسكرية مجهزة تجهيزاً جيداً، وعلى رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة أن يستجيب لها وان يخضع لقراراتها.

ـ إحترام الدولة وهيبة الدولة وسلطة الدولة، هذه مسميات لا تعني القائمين على مؤتمر الانشقاق، فهم الدولة والسلطة، وبيدهم مكتب المرجعية وإدارة العتبات، ومن يعترض يُضرب باسم المرجعية فمن يجرؤ على الاعتراض؟

ـ عدد من رجال الدين المرتبطين ببعض الشخصيات المؤثرة في النجف الأشرف، أصبحت لهم سطوتهم العسكرية لتضاف الى سطوتهم السياسية، وعلى رئيس الوزراء السمع والطاعة.

ـ ولاية الفقيه التي ترفضها ورفضتها هذه الجهات، يبدو أن السبب وراء ذلك لأنها لا توفر السلطة المفتوحة التي يريدونها، فما يحدث هو أعلى بكثير من صلاحيات الولي الفقيه.

هذه بعض النقاط التي تعطيها خطوة مؤتمر حشد العتبات.

تتحرك هذه النقاط وغيرها على خط واحد، هو توجيه إهانة مباشرة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وأن الشعار الذي رفعه في بداية توليه السلطة بإعادة هيبة الدولة، لا يساوي عند القائمين على حشد العتبات (خيط حفافة).

الكاظمي مع هذه الخطوة الصارخة المتحدية للدولة، عليه أن يتخذ قراره، وأن يختار بين أن يكون (خيط حفافة) بيدهم، أو رجل الدولة.

السيد الكاظمي المحترم.. لقد توليتَ مسؤولية كبيرة، فإما أن تكون قادراً على إعادة هيبة الدولة وتتصدى لمثل هذه المواقف، أو أن تقدم استقالتك؟

مؤتمر هذه المجاميع، إهانة لموقع رئيس الوزراء وتحدٍ للقيادة العامة للقوات المسلحة، وإبتزاز مكشوف لك، فإن خضعتَ، فأنك تكون قد ضربت ما تبقى من هيبة الدولة ومن هيبة الموقع الذي تحتله. إترك المنصب إنْ كنت عاجزاً عن القرار السريع الحازم.

لقد كان هذا المؤتمر استغلال للمرجع الأعلى السيد السيستاني وتوظيف اسمه ومكانته العالية لأغراض شخصية.
إن المرجعية مقام الشيعة الكبير الذي ندافع جميعاً عنه، لكن الكلام عن الذين يستغلون اسم المرجعية وعنوانها، ولا بد من مواقف مسؤولية لعدم جعلها وسيلة يستخدمها بعض المحسوبين عليها لاغراضهم السياسية.
لقد كانت هذه الخطوة اي حشد العتبات، استخداماً مؤلماً ومهيناً لمقام المرجعية الرفيع الذي يمثل قمة القيادة الشيعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى