اخبـار العراق

إسرائيل ترسم خطوطا حمراء على حدود مصر

كشف تقرير إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي وضع خطوطا حمراء على طول محور فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية.

وحذر التقرير، الذي نشره موقع “زمان” الإخباري العبري، من أن غياب اتفاقات واضحة بشأن الشريط الأمني، والسيطرة على محور الحدود مع مصر، وحرية الحركة العسكرية، سيُصعّب على الجيش توفير استجابة أمنية فعّالة بعد انتهاء المعارك.

وأوضح التقرير أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تطالب بتوضيح ما يفتقده الحوار الجاري في واشنطن، مشيرًا إلى أن “الواقع على الأرض هو الذي يُملي الآن الخطوط الحمراء لليوم التالي”، لا المفاوضات الدبلوماسية الغامضة.

ولفت إلى أن رئيس الأركان السابق، هرتس هاليفي، أكد حتى في آخر يوم له في منصبه أن الجيش سيكون قادرًا على التصرّف وفق أي صفقة لإطلاق سراح الأسرى، حتى لو تطلّب ذلك انسحابًا عميقًا يعقبه عودة لاحقة إلى القتال. أما خليفته، إيال زامير، فقد أبدى الموقف نفسه، لكنه اكتفى بالإعراب عنه في جلسات مغلقة مع صنّاع القرار، دون الإعلان عنه علنًا.

وأشار التقرير إلى أن هذا التوافق بين رئيسي الأركان لا يخدم مصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي حدد منذ زيارته لواشنطن في يوليو الماضي ترتيبًا صارمًا لأهداف الحرب: “تفكيك حماس أولًا، ثم تحرير الأسرى”. لكن الواقع العملياتي يسير في اتجاه معاكس، إذ يُبدي الجيش حذرًا شديدًا في تقدمه داخل مدينة غزة، خشية تكرار كارثة أغسطس 2024 في رفح، حين اقتربت قواته من نفق كان يحتجز فيه ستة أسرى دون علمها، ما أدى إلى مقتلهم — حدثٌ لا يزال يُشكّل صدمة عميقة داخل المؤسسة العسكرية.

وأضاف التقرير أن التوتر بين المستوى السياسي والمستوى العملياتي لا يقتصر على ملف الأسرى، بل يمتد إلى غياب ضمانات واضحة من الولايات المتحدة بشأن “اليوم التالي”. فتصريحات واشنطن الأخيرة، وفق الموقع، ظلت غامضة ولا تفي بأي من المتطلبات الأمنية الأساسية التي يراها الجيش ضرورية لضمان استقرار طويل الأمد.

ومن الناحية الأمنية، شدّد التقرير على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن للجيش الإسرائيلي حرية العمل العملياتي في كامل قطاع غزة، إضافة إلى إقامة منطقة أمنية واسعة حول المستوطنات المحيطة بالقطاع. وحذّر ضباط كبار في هيئة الأركان، منذ أكثر من عام، من أن دخول قوة أجنبية إلى غزة — خاصة إذا لم تكن مُلمّة بواقع العمل الميداني — سيُقيّد الجيش بشدة. وقال أحد الجنرالات آنذاك: “لن يكون من الممكن إعادة خلق واقع عمل الجيش الإسرائيلي فوق السلطة الفلسطينية. من الأفضل إدخال قوة معتادة على هذا الواقع، لا قوة جديدة من غير المرجّح أن تسمح لنا بالعمل بحرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى