السينما العراقية عالميا بمسابقة أكاديمية فنون (الأوسكار) القصيرة لفئة أفضل فيلم دولي لعام 2026

دخلت السينما العربية مرحلة جديدة من التميز العالمي بعد إعلان أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) عن القائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم دولي لعام 2026.ولم يكن وصول4 أفلام عربية من أصل 15 فيلماً عالمياً مجرد مصادفة، بل جاء تتويجاً لعام حافل بالجوائز في مهرجانات “كان” و”فينيسيا” و”تورونتو”.. وتكتسب هذه المشاركة أهمية مضاعفة كونها تسلط الضوء على المعاناة العراقية في زمن الدكتاتورية والسردية الفلسطينية وقضايا الذاكرة العربية بأساليب سينمائية مبتكرة هزت الأوساط النقدية العالمية.السينما العراقية ، سوف تقدم الوجه الجديد والمفاجأة الكبرى حسن هادي بفيلمه الأول “كعكة الرئيس”، واستطاع هادي أن يثبت أن السينما العراقية قادرة على المنافسة الدولية رغم قلة الإمكانات، حيث حصد جائزة “الكاميرا الذهبية” في مهرجان كان.يعتمد هادي على “الواقعية السحرية”؛ حيث يستخدم عيون طفلة في بغداد خلال التسعينيات لرصد الرعب الكامن خلف تفاصيل الحياة اليومية تحت ظل نظام شمولي.وهذا النجاح دفع مؤسسات دعم السينما في أوروبا لفتح باب التمويل المشترك لمشاريع عراقية قادمة، معتبرةً أن هادي أعاد تعريف “سينما الحصار”.فيما ستقدم تونس المشهد بفيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية ، والتي تُعد اليوم “أيقونة” السينما العربية المعاصرة، كانت قد دخلت التاريخ سابقاً كأول مخرجة تونسية تصل إلى القائمة النهائية للأوسكار بفيلم “الرجل الذي باع ظهره” (2021).في فيلمها الجديد، تجسد المأساة الحقيقية للطفلة “هند رجب” في غزة، محولةً تسجيلات الاستغاثة الصوتية إلى وثيقة سينمائية نالت “الأسد الفضي” في مهرجان فينيسيا.وفي سياق الملاحم التاريخية، تبرز المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر بفيلمها “فلسطين 36”. جاسر، وتُعد رائدة السينما الفلسطينية الحديثة، تلتزم في عملها الجديد بتقديم رواية تاريخية دقيقة لثورة 1936 ضد الانتداب البريطاني.يعتمد الفيلم على إنتاج ضخم يجمع نجوماً من طراز صالح بكري وجيريمي آيرونز، وقد صُور في مواقع تعكس عبق التاريخ الفلسطيني.أما الأردن، فيراهن على رؤية المخرجة والكاتبة شيرين دعيبس في فيلم “كل ما تبقى لكم”،دعيبس، التي حققت شهرة واسعة بفيلمها الأول “أمريكا”، تمتاز بقدرتها على تقديم القضايا المعقدة بأسلوب إنساني بسيط يصل لقلب الجمهور الغربي.في فيلمها المقتبس عن رواية الأديب غسان كنفاني، لم تكتفِ بالإخراج بل شاركت في البطولة، لتقدم ملحمة عابرة للأجيال تتناول “النكبة” وتداعياتها.ومع تصاعد التعاطف العالمي مع القضايا الإنسانية التي تطرحها هذه الأعمال، يبدو أن عام 2026 قد يكون العام الذي تكسر فيه السينما العربية حاجز “الترشيح” لتصل إلى منصة “التتويج” بالتمثال الذهبي في شهر مارس المقبل.



