
شهد العراق على مدى الايام القليلة الماضية كوارث بشرية راح ضحيتها العشرات من الشهداء اضافة الى اكثر من 100 جريح.
كما شهدت بعض مدن العراق احتجاجات واسعة نتيجة لتردي الواقع الخدمي الذي اصبح من معضلات الحياة في بلاد الرافدين ولعل في مقدمتها الكهرباء والتي تختفي تدريجيا بداية كل فصل صيف وهو ما ولد انتفاضة لدى الشباب العراقي للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
ونتيجة لهذه المطالبات المشروعة فقد قامت قوات مكافحة الشغب بقتل شاب من اهالي ناحية الوحدة التابعة لقضاء المدائن باطراف العاصمة بغداد بكل دم بارد حيث اقدمت على دهسه واردته قتيلاوهو ما ادى الى تأزم الوضع هناك حيث تلاه قطع لطريق واسط بغداد لاكثر من يوم كامل اضافة الى تصعيد من قبل الاهالي بل امتد ايضا الى محافظات اخرى تنديدا بهذا الاسلوب الوحشي.
وما يزال جراح فقد الشهيد الشاب في ناحية الوحدة لم يشفى وتطل علينا فاجعة اليمة حزنت عليها الارض والسماء الا وهي حادثة حريق مستشفى ابن الخطيب الذي يضم من هم هاربون من وجع الحياة وما خلفه فيروس كورونا لحتموا بالاوكسجين الصناعي ويستنشقوا القليل منه لعله يساعده في عبور محنتهم الا انهم لم يحسبوا ان يكون المنقذ هو من سيحرقهم بنيارنه.
وفقد في فاجعة ابمن الخطيب اكثر من 90 شهيد بين امراة ورجل مسن وطفل وشاب فيما تسبب الحريق باصابات خطيرة وحالات اختناق للاخرين سواء من المرافقين او المنتسبين او من المرضى انفسهم الذين يعانون من فيروس كورونا ومثلت هذه الصورة الحالة المزرية التي يعيشها الواقع الصحي في العراق مع المليارات التي تصرف عليه والتي يتم استحصالها من المواطن نفسه حيث ان كل شيء في مشافي العراق يتم باجور معينة ولا توجد خدمات مجانية الا ما ندر وبالرغم من هذا كله الا ان الواقع الصحي غير صالح للبشر.
ويرى مراقبون ان هذه العوامل ومن خلال تضافرها قد تؤدي الى انبثاق ثورة عراقية جديدة كالتي حصلت سابق في تشرين والتي ولدت ايضا من عوامل مفجعة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه خصوصا وان فصل الصيف معروف عنه بالعراق بانه موسم الاحتجاجات كون ان وسائل الراحة تغيب تماما خلاله.



