صيف الازمات.. هل سينجو السوداني من خطط المعارضين وانتقاد العراقيين؟

احداث الوطن – تقرير
يمتاز فصل الصيف في بلاد النهرين بارتفاع شديد في درجات الحرارة ودائما ما يكون هو شرارة الاحتجاجات التي يشهدها العراق في كل الاعوام والتي تتزامن مع ساعات الاطفاء الطويلة للطاقة الكهربائية وخروج المحتجين للمطالبة باصلاح جذري لهذا الملف الذي رافقهم منذ ما يقارب الـ20 عاما.
جميع الخطط للاطراف المعارضة للحكومة دائما ما يتم تحضيرها خلال فصل الصيف الذي فيه تكون اشهر الازمات، حيث ان بعض هذه الفترات استطاعت ان تطيح ببعض حكام العراق او مسؤولين رفيعين خلال السنوات السابقة.
السوداني وفي اول صيف له تحرك مسبقا نحو عقد اتفاقيات وعقود ضخمة مع اكبر شركات الطاقة في العالم وهي كل من سيمنس الالمانية اضافة الى جينرال الكتريك الامريكية، على امل ان يسلم من انتقادات العراقيين، حيث كشفت وزارة الكهرباء، أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعت مع شركتي سيمنز وجنرال إلكتريك، ضمنت في مشروع موازنة عام 2023، ورصدت لها التخصيصات المالية اللازمة، وبمجرد إقرار الموازنة ستتحول الاتفاقيات ومذكرات التفاهم إلى عقود وعمل على الأرض.
كما أشارت الوزارة، إلى أن خطوات تنفيذ الاتفاقات ستأتي تباعاً ولكل مشروع سقف زمني للإنجاز ومنها ما سيكون خلال سنة ومنها خلال سنتين وأخرى خلال 3 سنوات.
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، رعى في 16 من الشهر الحالي، توقيع مذكّرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية، لتطوير قطاع الكهرباء في العراق.
وتضمّنت المذكرة: أعمال صيانة طويلة الأمد ولمدّة خمس سنوات، لإدامة عمل وحدات إنتاج الطاقة التي تم تجهيزها من الشركة، إلى جانب زيادة كفاءة عمل وحدات إنتاج الطاقة العاملة حالياً من خلال تحديث المنظومات الملحقة بها، وإنشاء محطات جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية على مراحل تتناسب مع الوقود المتوفر والتمويل، فضلا عن إجراء الدراسات لاستغلال الغاز المصاحب وتنفيذ عدد من المحطات الثانوية سعة (400 و 133 كي في) مع ارتباطاتها في مختلف محافظات العراق.
استعدادات حكومية
المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء أحمد موسى، وفي حديث له تابعته “احداث الوطن” اكد إن “الوزارة تستعد منذ وقت مبكر للعمل بخطة سريعة لمواكبة ذروة الأحمال الصيفية، إذ دخلت وحدات التوليد برامج صيانة مكثفة، وصدرت توجيهات لقطاع النقل بإكمال جاهزية الخطوط الناقلة وتحويل بعضها إلى دوائر مزدوجة وزيادة بمحولات القدرة بمحطات التحويلية لتصرف طاقة أكبر من السابق”.
واشار الى أن “محطات ثابتة ومتنقلة سيتم تنصيبها بمراكز الحمل لتصبح مثل المغذيات”، لافتا إلى أن “الوزارة أعطت التزاما أمام الحكومة بأن الكهرباء ستصل لمعدل حمل 25 الف ميكاواط مع ذروة الأحمال الصيفية وهذه من ستوفر ساعات تجهيز جيدة لكن هذا مرهون بضمان الوقود والغاز الصالح للمحطات”، مشيرا إلى أن “الحكومة منتبهة بقوة لهذا الموضوع ووجهت وزارات النفط والجهات القطاعية”.
واضاف موسى أن “الحكومة للمرة الأولى توعز بتأهيل حقول الغاز واستثمار الغاز المصاحب”، مشيرا إلى أن “مذكرات التفاهم مع سيمنز وجنرال تضمنت نصب محطات تعمل على الغاز المصاحب بدل من احتراقه وعليه فأن هذه الإجراءات الحكومية خطوة إستراتيجية لتطوير ملف الكهرباء”.
خبير: تعاقدات الحكومة “تخدير وجبر الخواطر”
الخبير في شؤون الطاقة حمزة رمضان، بين أن “الحكومة استعجلت في التعاقد مع هذه الشركات فهي موجودة منذ 2003، ومضى على عملها في العراق نحو 20 سنة، لكن ملف الكهرباء لم يعالج حتى في ظل وجود الأموال والمقومات الأخرى”.
ويفيد رمضان، بأن “ملف الكهرباء مرتبط بإرادات بعض الدول، وما نراه الآن هو نوع من التخدير وجبر الخواطر”، لافتا إلى أن “هذه التعاقدات ربما تغيّر شيئا طفيفا، لكن ليس بالمردود المتوقع أو كما يتكلم عنه البعض في الإعلام”.