
سلطت صحيفة القبس الكويتية في تقرير لها حمل عنوان “الصدر ينفذ خطة سليماني في العراق” الضوء على دور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في البلاد.
وجاء في تقرير الصحيفة: “مات سليماني لكن مخططه بقي، وفي محاولة لتدارك الوضع كان لا بد من إيجاد الشخص المناسب لتنفيذ هذا المخطط، بدأت الاجتماعات والاتصالات والضغوط الإيرانية لرأب الصدع بين مقتدى الصدر وقيادات الحشد الشعبي، تدخل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله شخصيا لحل هذه الإشكالية، فاستضاف قادة الفصائل العراقية الموالية لطهران في بيروت، بغية التنسيق وعقد الصلح بينهم وبين زعيم التيار الصدري.
انتهت العملية بإعلان الصدر قائدا لـ «محور المقاومة». يقول مراقبون إن إيران نجحت في اختيار شخصية عراقية تمتلك قاعدة شعبية لا يستهان بها، لتنفيذ خطة سليماني، ففي أول تحرك له كقائد لـ «محور المقاومة» دعا الصدر إلى تظاهرة مليونية اليوم، للمطالبة بإخراج القوات الأميركية، لم تمر ساعات على إعلان الصدر، حتى التف قادة الفصائل المسلحة والتيارات السياسية الموالية لإيران حولها، مبدين دعمهم واستعداداهم للمشاركة فيها.
وفي هذا الصدد يقول الكاتب والباحث العراقي إياد الدليمي للصحيفة «قطعا لا يمكن لهذه الدعوة أن تكون موجهة لإخراج القوات الأميركية من العراق بقدر ما أنها موجهة ضد الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ أكثر من شهرين».
ويضيف: «يدرك الصدر جيدا أن هذه القوات بقيادتها للتحالف الدولي ضد الإرهاب هي التي تمكنت من دحر داعش ولكنه يدرك أيضا أن وجودها يعني تمددا للنفوذ الأميركي وهو ما لا يرغب فيه ولا ترغب فيه من خلفه إيران التي يواصل الصدر دراسته العلمية فيها».
لكن الدليمي يشير إلى أنه «وفي ظل الانتفاضة الشعبية العارمة في مدن العراق المختلفة، فإن الصدر سيسعى إلى اللعب بهدوء، بمعنى أنه لن يحتك بالمتظاهرين، لأن احتكاكه بهم سيعني فقدان المزيد من قاعدته الشعبية التي باتت تنظر إلى دوره بريبة وشك».