السوداني يحذر بايدن من التجاوز على سيادة العراق
تحدثت صحيفة عبرية، عن قيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإرسال تحذير إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الضربات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية في الأراضي العراقية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها ترجمته وكالة “وطن نيوز”، أن “السوداني ذهب إلى تحذير الرئيس الأميركي من مغبة شن هجمات على الأراضي العراقية”.
وتضيف، أن “ستراتيجية طهران المتمثلة في قصر ردودها العسكرية على الوكلاء أعطتها القدرة على الإنكار، وحتى لو لم يصدقها أحد، فقد تكون بمثابة كابح ضد أي هجوم أمريكي عليها، ومن المفارقة أن واشنطن كانت سعيدة بقبول هذا الادعاء من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع”.
وتقول الصحيفة العبرية، أن “الولايات المتحدة شعرت بالتهديد الذي لاحق القوات الأمريكية في العراق، واستهدفت موقعاً تابعا لفصائل المقاومة في مدينة كركوك”.
وتشير إلى أن “بهذه الضرب، تكون الولايات المتحدة قد تجاوزت خطًا أحمر آخر في حربها ضد الفصائل الموالية لإيران، حيث لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها القوات الأمريكية أهدافًا في العراق”.
وتلفت “هارتس”، إلى أن “الرد الأمريكي جاء بعد تعرض الأهداف الأمريكية في العراق إلى أكثر من 60 هجومًا الأمر الذي أثار انتقادات متزايدة من قبل الكونجرس ووسائل الإعلام الأمريكية للرد الفاتر”.
وبحسب الصحيفة، فإن “الولايات المتحدة تخشى من أن يؤدي التصعيد العسكري في العراق إلى طرد ما يقرب من 2000 جندي أمريكي متمركزين في قواعد في العراق، ويشكل الوجود الأميركي في العراق محل جدل بين الحركات السياسية العراقية وحكومة بغداد وبين بغداد وطهران، والأخير مصمم على إجبار الولايات المتحدة على الخروج من المنطقة”.
وبينت، أن “فصائل المقاومة الموالية لإيران لم تلعب جميعها دورًا متساويًا في الهجمات على الوجود الأمريكي، والتي تتم تضامنًا مع الفلسطينيين ومساهمة في مبدأ وحدة الجبهات”.
واعتقد الإيرانيون وفق “هارتس”، أن “واشنطن ستمتنع عن فتح جبهة أخرى في الشرق الأوسط، لقد افترضوا أن الأميركيين كانوا منشغلين جداً بالحرب في أوكرانيا وردع روسيا والصين بشكل عام”.
وتكشف الصحيفة العبرية، أن “الرسائل التي تم تبادلها بين واشنطن وطهران تتضمن تحذيرات من التدخل الإيراني المباشر في حرب غزة، ومع ذلك فقد يكون لدى إيران انطباع بأن حث الولايات المتحدة الكيان الصهيوني على عدم فتح جبهة ثانية في لبنان كان يهدف إلى منع الحرب في غزة من الامتداد إلى ساحات أخرى قد تضطر الولايات المتحدة إلى التدخل”.
ولم تنف طهران التقارير التي تفيد بأنها لم تكن على علم بخطط حماس لمهاجمة الكيان، وفي الواقع، في اجتماع مع إسماعيل هنية، برر قائد الثورة الإسلامية، السيد علي الخامنئي رفض إيران الانضمام إلى القتال من خلال التأكيد على أن حماس لم تبلغه بالهجوم المخطط له في 7 أكتوبر.
واكتفت طهران بالتحذيرات العلنية ضد التوسيع “الحتمي” للحرب بسبب العدوان الإسرائيلي، ودعوات لوقف إطلاق النار، بينما تقوم ببناء رأس مال سياسي من مشاركتها في التجمع العربي الإسلامي في المملكة العربية السعودية ومن خلال التحالف مع الدول العربية، بما في ذلك حلفاء أمريكا مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، في دعواتهم لوقف إطلاق النار.
وقد منحت هذه الاستراتيجية إيران القدرة على الإنكار، وحتى لو لم يصدقها أحد، فقد تكون بمثابة كابح ضد أي هجوم عليها. ومن المفارقات أن واشنطن كانت سعيدة بقبول ادعاء طهران من أجل تجنب المواجهة المباشرة معها والحد من ردودها العسكرية على وكلاء إيرانيين “مستقلين”.
وهكذا تمكنت إيران من جر الولايات المتحدة إلى حرب استنزاف عبثية مع الفصائل التي يصعب تحييد أو إحباط هجماتها، وفي الوقت نفسه، إيران ليست مطالبة بدفع أي ثمن.
ومع ذلك، فإن الاشتباكات بين وكلاء الولايات المتحدة وإيران تأتي أيضًا على حساب استراتيجية طهران الإقليمية، وكان أساس التقييم الإيراني، حتى قبل حرب غزة، هو أن الولايات المتحدة تريد الخروج من الشرق الأوسط، كما أظهرت ذلك من خلال سلسلة من الأعمال السياسية والعسكرية، مثل الانسحاب من أفغانستان، مما أجبر المملكة العربية السعودية على التفاوض مع الحوثيين من أجل السيطرة على المنطقة.
أما بالنسبة للفكرة الأمريكية المتمثلة في إنشاء “حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط”، فقد اعتبرت إيران ذلك جزءًا لا يتجزأ من نفس الإستراتيجية – حيث سيحصل حلفاؤها في المنطقة على الدعم والمساعدة الأمريكية، لكن سيتعين عليهم تحمل عبء دفاعهم الإقليمي.
لقد أدت حرب غزة إلى خلط بعض أوراق اللعبة الاستراتيجية الإيرانية، لقد عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط وليس فقط بغرض استعراض القوة.
ولم يكن بوسع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن يكون أكثر صراحة عندما قال، في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي في كاليفورنيا: “لن نتسامح مع الهجمات على الأفراد الأمريكيين، ولذلك يجب أن تتوقف هذه الهجمات، وإلى أن تتوقف، فإننا سنفعل ما يتعين علينا القيام به لحماية قواتنا وفرض تكاليف على من يهاجمونها”.