الحكومة وفشلها في ادارة الازمات
مرتجى الغراوي
مضى من عمر الحكومة الحالية ما يقارب الـ “اربعة عشر” شهرا ولم تستطع ان تحقق التزاماتها التي تعهدت بها امام الشعب العراقي بخفضها لأسعار صرف الدولار ، ورغم هذا الفشل لازال الشارع العراقي ينظر بعين الامل الى الحكومة علها تقضي على الازمات التي عصفت به لاسيما الاقتصادية منها.
إن الحكومة العراقية وسياسيينا بكافة توجهاتهم مطالبين بأكثر من أي وقت مضى بالتوجه الحقيقي الجاد والفاعل والمشترك مع كل صناع القرار وفئات المجتمع بكافة مكوناته، للتعامل مع الأزمات كافة بأساليب إدارية متقدمة عصرية ووفق منهجية علمية ، تعمل على تحقيق المناخ المناسب للتعامل مع تلك الأزمات والتغلب عليها والخروج منها بأفضل الطرق والوسائل، وتحقيق الرفاهية لأفراد الشعب العراقي.
إن التعامل مع مختلف الأزمات المتتابعة التي ابتلي بها الشارع العراقي ينبغي ألا تخضع للإجراءات نفسها المتبعة في الحكومات السابقة ، لذا عليها التعامل مع المشاكل المختلفة من خلال عدم الإهمال والتغافل عن هموم ابناء البلد ، وان هذه الازمات تحتاج الى استخدام إجراءات حقيقية وفعلية تساعد على التعامل مع الأزمات في ظل ضيق الوقت وتسارع الأحداث لا ان تترك وتهمل.
وعلى الرغم من اجراءات المركزي العراقي بالتعامل مع الدولار وتقديمه لسعر البيع “132” ألف دينار لكل “100” دولار ، إلا أن الأسعار في السوق السوداء تفوق ذلك، حيث تستقر عند ما يزيد على “150” ألف دينار لكل”100″ دولار.
ويتضح من هذا ان الحكومة أعلنت استسلامها، مقرةً بعدم قدرتها وفشلها بتقليص الفجوة الشاسعة بين السعر الرسمي وذلك المتداول في السوق السوداء ، ولم تستطع الحكومة وبكل اجهزتها ان تسيطر على “مجموعة ضئيلة من التجار” المتلاعبين بأسعار السوق والمضاربين للعملة الاجنبية.
إن عيون الأفراد في المجتمع العراقي ترنو لمعالجة حقيقية للأزمات كافة من منظور بناء مجتمع متقدم يُحقق الريادة ويتغلب على الأزمات كافة التي أغرق بها البلد. إن الأمل المنشود يتعاظم بغدٍ أفضل على الرغم من ضبابية المشهد السائد ، وهو بحاجة إلى قيادة حقيقية للازمات للخلاص منها ونحتاج الى “قيادة استراتيجية” ، “قيادة حقيقية وحسب”.