عربي ودوليمقالات وتقارير

اغتيال قادة المقاومة … هل اكتفت اسرائيل بالحرب وسيتوقف اطلاق النار

قال مسؤولون إسرائيليون، الثلاثاء، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان قطعت “أشواطا متقدمة” مع توقع وصول المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بالولايات المتحدة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.ونقل موقع “واينت” الإخباري العبري عن مسؤولين إسرائيليين، لم يسمهم، قولهم إن “المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قطعت أشواطا كبيرة وهي في مراحل متقدمة”.وقال: “قد يسافر المبعوث الخاص للبيت الأبيض عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لمحاولة التوصل إلى اتفاقات نهائية”.وأضاف: “إذا تقدمت المحادثات، فسيبدأ الجيش الإسرائيلي سحب معظم قواته وترك المناطق التي اكتملت فيها مهمته لإزالة التهديد من قوات الرضوان (تابعة لحزب الله)، ومن المرجح أن يبقى فقط حيث توجد أهمية تكتيكية”.ونقل عن المسؤولين الإسرائيليين أن “الوضع في لبنان تغير تماما بعد هجوم الجيش الإسرائيلي وأن هناك اتفاقا في بيروت لفصل جبهتي لبنان وغزة”.وأضاف المسؤولون أن “القتال سيستمر في أثناء المفاوضات وحتى اكتمالها”.وتابع الموقع: “تعتقد مصادر استخبارية غربية أن إيران ستسمح لحزب الله بالموافقة على وقف إطلاق النار، وربما تشجعه على ذلك ولو لم تنته المعارك في غزة”. وأوضح المسؤولون أن “الاتفاق سيبدأ بفترة تأقلم مدتها 60 يوماً يمتنع خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار، وينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، في حين سيتم النظر في آلية جديدة للإشراف على المنطقة، ولكن لن يتم تمرير قرار جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.وزاد الموقع: “قال مسؤولون فرنسيون وأمريكيون مؤخرا إن حزب الله، الذي عانى من ضربات شديدة وفقد كل قياداته، تعزز موقفه خلال الأسبوعين الماضيين بسبب عدد القتلى المتزايد بين جنود الجيش الإسرائيلي. وقالوا: هذه فرصة لا ينبغي تفويتها”.وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن “الصفقة المقترحة التي سيتم الاتفاق عليها بين إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى، تتضمن ثلاثة مكونات”.وبيّن أن “المكون الأول هو تنفيذ أوسع لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، والذي من شأنه أن يضمن عدم وجود مسلحين من حزب الله جنوب نهر الليطاني، وعلى مسافة كبيرة من المطلة”.وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم “1701” الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، ودعا إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوات “يونيفيل” الأممية.وأضاف الموقع بهذا الشأن: “من المقرر أن ينشر الجيش اللبناني ما بين 5000 ـ 10000 جندي على طول الحدود. وسيتم زيادة قوات اليونيفيل، وربما استبدال بعضها بقوات فرنسية وبريطانية وألمانية. وقد اتصلت إسرائيل بهذه الدول لمعرفة ما إذا كانت ستوافق”.وأشار إلى أن “المكون الثاني هو إنشاء آلية دولية للإشراف على المنطقة والنظر في ادعاءات الانتهاك من قبل أي من الجانبين”.وفي هذا السياق نقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين ذاتهم، أن “الولايات المتحدة وافقت على أنه إذا انتهك حزب الله الاتفاق، على سبيل المثال من خلال بناء تحصينات جنوب الليطاني، وفشل الجيش اللبناني أو اليونيفيل في الاستجابة السريعة، فسيكون الجيش الإسرائيلي قادرا على اتخاذ إجراءات مطولة لإزالة التهديد”.وأضاف الموقع “طلبت إسرائيل رسالة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تنص على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، موضحة أن الجيش الإسرائيلي سيكون قادرا على التصرف”.وأشار الموقع إلى أنه تواصل مع مسؤولين أمريكيين لسؤالهم عن رد واشنطن على طلب إسرائيل، دون أن يتمكن من الحصول على إجابات.ولفت الموقع إلى أن “المكون الثالث في الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه هو منع حزب الله من إعادة التسلح”.وقال: “هذا يعني منع إدخال الوسائل العسكرية التي سيتم تحديدها على أنها محظورة، عن طريق الجو أو البر أو البحر”. وأضاف: “أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق ومن المقرر أن تلعب دورًا في استقرار المنطقة في لبنان وسوريا”.ونقل عن مصدر غربي، لم يسمه: “سيكون للروس دور خاص في منع المزيد من التصعيد”.وذكر الموقع: “ستتواصل إسرائيل مع الكرملين بشكل مباشر وهي مهتمة بالمشاركة الروسية، على أمل أن تساهم في تنفيذ الاتفاق وأيضًا في تقليل اعتماد تل أبيب على مشاركة الولايات المتحدة”.واستطرد: “يحاول مبعوثو نتنياهو تجنيد دول أخرى للانضمام إلى أدوار الإشراف على الاتفاق”.ولم يصدر على الفور أي تعليق من الأطراف المعنية بخصوص ما أورده الموقع الإسرائيلي.وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى