Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات وتقارير

الصدر قائداً مزيفاً

أفنان العلي/

لم تنأى الدراسات عن تناول القيادة والقائد ، حيث ان ذلك المصطلحين يشغلان الناس على اختلاف معتقداتهم وأعرافهم ، إذ كان ولازال الانسان يهتم بأيجاد قائد يحتذي به سواء كان ذاك القائد حقيقيا او مزيفا.
وبعض تلك الجماعات عدت القائد بمنزلة الهبة الإلهية ، ووضعوا لها هالة يصعب ان تحاط بهم الشبهات ، ورفعوهم الى مقام يكاد ان يصل الى مرتبة الإله.
ميزة وأمتيازات هذه الكلمة دفعت الكثيرين من الشخوص الى ان يطلقوا على أنفسهم لقب القائد ، وبعضهم سعى بكل جهده لان يكون قائدا وبعضهم أتت اليه من خلال استغلاله لاسم آباءه وأجداده وارثهم ووجودهم بين عامة الناس وبعضهم أتت اليه لانه بالفعل قائدا ويمتلك كل مؤهلات القيادة الحقيقية ، ومن هنا يتضح لنا من هو الذي يستحق ان يطلق عليه لقب القائد.
في هذا المقال سننقل رأي الكاتب (Peter Drucker)، وهو أحد منظري الفكر الإداري، في كتابه المعنون (إدارة المستقبل.. التسعينات وما بعدها)، يتحدث من خلاله عن ابرز ما يميز القائد الحقيقي عن القائد المزيف .
1- من أولى مهام القائد وأهمها أن يحدد وبدقة تامة ما هي رسالة المنظمة التي يقودها، بمعنى ما هي المهام الحالية التي يجب أن تضطلع بها المنظمة، في سبيل تحقيق رؤيتها المستقبلية، فبدون تحديد دقيق للمهام الحالية، ستضيع كل الجهود والموارد التي تمتلكها المنظمة، أو في الأقل سيكون مقدار الانجاز أقل بكثير من الامكانات التي تم تجنيدها لتحقيق أهداف المنظمة.
2- من المهام الكبيرة والتي تقع على عاتق أي قائد سواء كان تنظيميًا أو سياسيًا أو حتى عسكريًا، أن يضع الأهداف التي تسعى منظمته أو كيانه السياسي أو وحدته العسكرية إلى تحقيقها، وما هي الأولويات التي يجب التعامل معها في سبيل تحقيق تلك الأهداف، فضلا عن معايير تحقيقها، بمعنى متى يمكن لنا أن نقول إنَّ الهدف تم تحقيقه.
3- القائد الحقيقي هو الذي ينظر للقيادة على أنَّها تكليف ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقه، يسعى عن طريق موقعه القيادي، إلى خدمة أفراد منظمته، والارتقاء بهم وبالمنظمة إلى أعلى المراتب، وليس امتيازًا يحقق عن طريقه مكاسب آنية على حساب مصلحة منظمته التي يعمل فيها.
4- على الرغم من أنَّ القائد الحقيقي يتميز بمعرفة كبيرة ورؤية ثاقبة وتفكير شمولي، لكن ذلك لا يمنع بالمطلق من أن يستشير أفرادًا آخرين في مجالات معينة، فالقائد ليس معصومًا من الخطأ، كما أنَّه غير محيط بكل أنواع المعرفة. لذلك نرى أنَّ القائد الحقيقي هو ذلك القائد الذي يحيط نفسه بالأشخاص الأقوياء ذوي المعرفة الكبيرة، وأصحاب الرأي الحقيقي الذين يمكن أن تسهم آراؤهم في إحداث تغيير حقيقي في المنظمة. على العكس من ذلك نرى القادة المزيفين هم أولئك القادة الذين يحيطون أنفسهم بكل من هو ضعيف سفيه الرأي، همهم الوحيد قول ما يرضي القائد المزيف، والدفاع عن مواقفه حتى إن كانت بالغة السوء. إنَّ القائد الحقيقي هو الذي يعمل على تكوين قادة آخرين داخل منظمته أو حزبه أو دولته، أمّا القائد المزيف فهو القائد الأوحد، الذي يعتمد مقولة (أنا ومن بعدي الطوفان).
5- النزاهة والاحترام والثقة هي أهم ثلاث صفات، يجب أن يتمتع بها القائد الحقيقي، وتميزه عن القائد المزيف. والواقع إنَّ الثقة إنَّما هي ناتجة عن توفر النزاهة والاحترام، فعندما يكون القائد نزيهًا سيحصل بالتاكيد على احترام مرؤوسيه، وهذا الاحترام سيتحول بالتأكيد إلى ثقة تامة بما يقوله القائد ويفعله، في سبيل تحقيق مصلحة المجموع.
يجدر الاشارة الى ان ماذكره الكاتب اعلاه من نقاط لاتنطبق مطلقا على مقتدى الصدر فهو ليس بالقائد الكفوء انما ، وصل الى هذا المركز بفضل ارث ابيه وعمه واسم عائلته ، فلولا هذه المقومات لما رأينا لمقتدى اي دور يذكر ، اضف لذلك جهل الاتباع الذين لايميزون بين الناقة والجمل فهذه الجماهير لم يبتلى بها زماننا في هذا الوقت فحسب بل ابتلي به أمير المؤمنين “عليه السلام” فمعاوية أنشأ قاعدته الجماهيرية التي حارب بها خليفة الله ورسوله من هذا النمط ، نعم انهم جمهور لم يستخدموا العقل مطلقا بل ولم يحاولوا ان يفعلوه ولو لحظة واحدة .
كذلك إنَّ الصفات الأخيرة، وإن ذكرت في آخر الترتيب، ولكن لها أهمية كبيرة، فعندما يبدأ القائد بنفسه فيما يأمر به اتباعه، وعندما يكون أول من يطبق ما يقول، وعندما يعيش عيشة أفقر مواطن في بلده ، وعندما يرتدي أبسط الملابس التي صنعها بيده تأسيا بفقراء المسلمين ، عندها نقول إنَّنا امام قائد حقيقي، وما عداها فهو للأسف قائد مزيف.
وللأسف فأن اغلب مشاريعه “أقصد مقتدى الصدر” التي يتبناها هي نسخة مستنسخة من مشاريع القادة الحقيقيين ، لذا يستحسن من الصدر ان يجد لنفسه حيزا جديدا وان يصنع لنفسه شأنا ويصبح قائدا بمعزلا عن إرث ابيه وأن يطبق كلام الشاعر الذي يقول “ليس الفتى من قال كان ابي ذا بل الفتى من قال ها انا ذا” ، لكنه يدرك تماما اذا انسلخ عن هذا الارث فلن يكون له اتباع وانصار كما الان له هذا الكم من الاتباع والانصار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى