مصر.. أصوات تنتقد قرار الشرع حول حرب أكتوبر

أثار قرار الرئيس السوري أحمد الشرع بإلغاء العطلة الرسمية المُخصَّصة لذكرى حرب تشرين (أكتوبر) 1973 انتقادات في الأوساط الإعلامية، مطالبة بـ”احترام التاريخ المشترك بين مصر وسوريا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”، بينما شكّك آخرون في مدى مساهمة القيادة السورية آنذاك — تحت حكم حافظ الأسد — في تحقيق انتصار حقيقي على الجبهة السورية.
وفي تصريح لـ”RT”، ندّد الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف المصري الأسبق والكاتب والباحث الإسلامي، بالقرار، واصفا إيها بأنه “جريمة مكتملة الأركان”، مشيرًا إلى أن “تاريخ الدول لا علاقة له بتغيّر الأنظمة أو قيام الثورات”.
وأوضح الفقي أن “حرب تشرين التحريرية وعيد الشهداء في سوريا هما مناسبتان وطنيتان لا تخص نظامًا بعينه، بل هما ملك للسوريين جميعا، قديما وحديثا”.
ودعا الفقي أن ما يجري “لا يعدو كونه ارتماءً في حضن الصهاينة والبحث عن ملاذ آمن لتثبيت أركان النظام”، مُذكّرًا الشرع بأنه “أدى دوره”، وداعيًا الدول العربية والإسلامية إلى “شجب واستنكار هذا القرار، لأنه يصطدم مع ثوابت التاريخ التي لا تُحذف”، حسب تعبيره.
واستطرد قائلًا: “منذ متى والحكومات تهدم تاريخها ونجاحاتها؟ هذا افتئات وخروج على المألوف”.
باحث مصير يشكك في انتصار القيادة السورية في عهد الأسد في حرب تشرين
من جانبه، قال الباحث المصري في التاريخ العسكري ومؤسس “المجموعة 73 مؤرخين”، أحمد زايد، موجّهًا حديثه إلى “القيادة السورية في عهد الرئيس حافظ الأسد، وليس للجيش السوري البطل الذي كان يعتقد أن يقاتل بجدية لولا قيادته التي غيرت كل شيء”:
- “غيّروا خطة الضربة الجوية في اللحظة الأخيرة، وألغوا قصف المطارات الإسرائيلية العميقة التي كانت في متناول الطيران السوري — وليس المصري”.
- “أوقفوا الهجوم ليلة 7 أكتوبر بشكل مفاجئ، على بعد 3–4 كيلومترات فقط من تحرير الجولان والوصول إلى ضفة نهر الأردن، دون مبرر، في حين لم يكن أمامهم سوى 4 دبابات إسرائيلية (الصهاينة أنتجوا فيلمًا عنها باسم قوة تسفيكا وفاخروا به لسنوات)”.
- “لم يقصفوا الجسر — لا أتذكر اسمه — على نهر الأردن، رغم أن تدميره في بداية الحرب كان سيمنع الاحتياطي الإسرائيلي من التحرك إلى الجولان”.
- “خادعوا القوات المغربية على قمة جبل الشيخ وتركوهم دون دعم حتى سقطوا”.
- “انسحبوا من جميع خطوط التقدم باتجاه دمشق دون مبرر، ودون خوض معارك تأخير أو دفاع إيجابي”.
- “لولا الفيلق العراقي والقوات الجوية العراقية، لسقطت دمشق إذ حافظ العراقيون على خط دفاعي (خط سعسع) وخاضوا معارك بطولية، وخسروا طائرات كثيرة بسبب الدفاع الجوي السوري”.
- “وإن كنا نتساءل: لماذا حاربوا أصلاً؟ فنحن نعرف أن الجولان سُلّم في 1967، وأن الأسد تلقّى الأموال نقدًا مقابل ذلك”.