انقسام شيعي حاد حول مستقبل السوداني السياسي بعد الانتخابات

مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يتصاعد الخلاف داخل الإطار التنسيقي حول مستقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بين مؤيد لولايته الثانية ومعارض يخشى تمدد نفوذه واستقلال قراره عن مراكز القوى. وبينما يقود عمار الحكيم وساطة لاحتواء الأزمة بين جناحي السوداني والمالكي، يحذّر مراقبون من أن الانقسام الشيعي قد يعيد رسم خريطة التحالفات بعد الاقتراع.
وقال النائب أحمد الشرماني، في حديث تابعته “العالم الجديد”، أن “ما يشهده الإطار التنسيقي من تصاعد في المواقف الرافضة لمنح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ولاية ثانية يمثل مؤشرا خطيرا على اتساع الفجوة داخل القوى المكونة للإطار، ويعكس حجم التباينات حول شكل المرحلة المقبلة بعد الانتخابات”.
وبين، أن “الخلافات الحالية لم تعد محصورة في تفاصيل إدارية أو سياسية، بل تتعلق باتجاهات استراتيجية ومصالح متعارضة داخل الإطار نفسه، وتلك الانقسامات ستلقي بظلالها على مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، وربما تفتح الباب أمام تحالفات جديدة خارج الإطار التقليدي الذي ساد في المرحلة الماضية”.
ولفت البرلماني إلى “الإصرار على إقصاء السوداني من الولاية الثانية، بشكل مسبق قبل معرفة ما ستكون نتائج الانتخابات رغم ما تحقق من بعض الخطوات الإصلاحية في ملفات اقتصادية وخدمية، يعكس رغبة بعض القوى في إعادة توزيع النفوذ والمناصب على حساب الاستقرار الحكومي”.
وتابع أنه “يجب الحذر من أن استمرار هذا النهج التصعيدي داخل الإطار قد يؤدي إلى إرباك المشهد السياسي والنيابي بعد الانتخابات، ويؤثر سلبا على ثقة الشارع بالعملية السياسية، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتزايد التحديات الأمنية والإقليمية”.
وختم النائب حديثه منوها إلى أن “العراق بحاجة اليوم إلى توافق وطني واسع يعيد ترتيب أولويات الدولة ويضمن استمرار الاستقرار السياسي والاقتصادي، بعيداً عن منطق تقاسم السلطة، وبما يحقق طموحات المواطنين في الإصلاح والخدمات والعدالة الاجتماعية”.
وكانت مصادر مطلعة، كشفت لـ”العالم الجديد”، أمس الثلاثاء، عن تحركات يقودها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم لاحتواء الأزمة المتفاقمة بين جناح السوداني وجناح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في محاولة لتهدئة الأجواء قبل أن تنفجر الخلافات إلى حد يهدد وحدة الإطار التنسيقي ومستقبله السياسي بعد الاتأتي تلك التصريحات مع تصاعد الخلاف بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني نوفمبر 2025.
ويتجلى هذا الخلاف في التصريحات المتبادلة بين ائتلاف الإعمار والتنمية بقيادة الأمين العام لـ”تيار الفراتين” محمد شياع السوداني الذي يؤكد أن “الولاية الثانية محسومة للأخير لما يتمتع به من تأييد شعبي وتوافق سياسي داخلي وخارجي”.
وفي الجهة المقابلة، فإن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي يستبعد “بشكل قاطع” أن يحظى السوداني برئاسة الوزراء مرة ثانية، بل يرجح أن يكون رئيس الوزراء المقبل من دولة القانون “لما تتمتع به من مؤهلات”.
وفي ظل هذه الخلافات يتوقع مراقبون أن يشهد الإطار التنسيقي الذي يجمع القوى السياسية الشيعية الحاكمة في البلاد، المزيد من التصدع، لكنها لن تصل إلى الانقسام الحاد بين الأطراف، وستنجلي بانتهاء الانتخابات.
وانطلقت الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية العراقية المزمع اجراؤها في يوم 11 من شهر تشرين الثاني نوفمبر، الجمعة المصادف الثالث من شهر تشرين الاول الجاري على ان تستمر لغاية يوم 8 من الشهر المقبل.