تجار يدخلون سباق الانتخابات والمال يعلو على صوت المواطن

“احنا فوك”، هكذا افتتح محسن المندلاوي دعايته الانتخابية قبل أيام، وهذه العبارة عكست مردودا سلبيا عما يراه بعض السياسيين خاصة رجال الأعمال والتجار ممن دخلوا المعترك السياسي مؤخرا وصاروا يتخذون منه حماية لهم أو غطاء يلوذون به وقت الأزمات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، يبرز مشهد جديد يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية على حد سواء، حيث دخل عدد من كبار التجار ورجال الأعمال إلى سباق الترشيح، حاملين معهم نفوذهم المالي وخبراتهم التجارية، لكن أيضاً خطاباً يعكس إحساساً بالتميّز الطبقي على حساب المواطن العادي.
ويقول مختصون بالشأن الانتخابي إن بعض هؤلاء المرشحين يتحدثون في لقاءاتهم ومجالسهم بلغة توحي بأنهم “الأقدر” على إدارة الشأن العام بحكم ثرواتهم وتجاربهم في السوق، معتبرين أن المال هو المؤهل الأول للقيادة، في تجاهل واضح لقيمة الخبرة المجتمعية والالتصاق بمشاكل الناس اليومية.
في المقابل، يرى مواطنون أن دخول التجار إلى المعترك السياسي ليس مشكلة بحد ذاته، لكن الخطاب المتعالي الذي يتبناه البعض منهم يثير امتعاض الشارع، ويعكس فجوة متزايدة بين الطبقات الاجتماعية.
ويقول أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على فيديو المندلاوي: “نريد من يمثلنا لا من ينظر إلينا من برج عال”.
وأضاف أن “السياسة ليست تجارة، بل مسؤولية تجاه الناس.”
ويرى محللون أن هذه الظاهرة تعبر عن تحول في طبيعة المنافسة الانتخابية، حيث أصبح المال السياسي أداة أساسية لتوسيع النفوذ والتأثير في الرأي العام، بينما تُهمَّش الكفاءات الحقيقية التي تعيش هموم المواطن وتفهم معاناته.



