رسامون عراقيون يطبعون في ذاكرة المتلقي حضور بغداد بمعرض في لندن

اقيم في قاعة “باهافان”،في العاصمة البريطانية لندن، المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين تحت عنوان “سرد تشكيلي 2″،
وشارك في المعرض سبعة وثلاثون فناناً بأعمال مختلفة، من ضمنهم علاء بشير، فيصل لعيبي، معتصم الكبيسي، نادية أوسي، حيث يشكلون الأسماء البارزة في التشكيل العراقي.
وشكلت اعمال الفنانة نادية اوسي حضور بغداد فهي ليست مجرد مدينة في الذاكرة، بل نسيجٌ روحي يتخلل كل ما أراه ترسمه. عن بغداد ، كان تلقائياً في المفردات والألوان والتفاصيل. لم تُبعِدها الغربة، بل عمّقت حضورها، فغدت بغداد في أعمالها ليست فقط المدينة التي كانت، بل المدينة التي يمكن أن تكون، أو كما أتمنى لها أن تكون.
كما تلفت أعمال الفنانة العراقية المغتربة نادية أوسي في المعرض المُشاهد، كونها تحيل وبشكل مباشر إلى البيئة العراقية والتراث البغدادي. إذ يبدو واضحاً في أسلوبها وألوانها وفضاء لوحاتها الداخلي. كما تستدعي أعمالها الذاكرة دائماً، وتطوّعها في تشكيل هويتها الفنية.
وتركز الرسامة نادية في أعمالها تجاور الذاكرة والحنين، وتتحوّل تفاصيل الحياة البغدادية القديمة إلى مشاهد نابضة بالعاطفة والحميمية. فبين الأزقة والمقاهي والبيوت الشعبية، تُعيد أوسي بناء صورتها عن المدينة التي غادرتها جسداً، وبقيت تسكنها روحاً، لتجعل من لوحتها وسيلة لتوثيق الزمن الذي تخشى عليه من الغياب.
منذ بداياتها الأولى في بغداد مطلع الثمانينات، شقّت أوسي طريقها محمّلة بانتماء راسخ إلى المدينة، تشكّل الفن جزءاً من موروثها الحضاري. درست التصميم الجرافيكي في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، قبل أن تواصل دراستها في لندن. اكتسبت أدوات جديدة صقلت بها رؤيتها الفنية، ومنحتها وعياً لونياً وبنائياً أكثر اتساعاً.



