التعليم الجامعي في غزة بإرادة لا تقهر رغم ويلات الحرب يبقى الأمل

نورهان أبو ربيع. غزة
عام ونصف من عمر الحرب الاسرائيلية والابادة الجماعية على قطاع غزة، ملقية بظلالها القاتمة على مستقبل الأجيال وجميع جوانب الحياة، طالت بها الشجر والبشر والحجر، وبات التعليم الجامعي هدفاً رئيسياً للحرب الإسرائيلية على العقول الفلسطينية.
وعلى مدار ثلاثة عشر شهرًا، حُرم الطلاب الجامعيون في غزة من حقهم في التعليم، بدءا من تدمير الجامعات، مرورًا بممارسة حرب التجهيل وقتل الطلاب، وصولاً إلى تعطيل الدراسة وجاهيا.
لم يُستثنَ الطلاب من هذه الحرب الوحشية. ففي ظل القصف العشوائي، فقدت غزة ما يزيد عن 11 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي، منهم الدكتور ناهض الرفاتي، الحامل لدرجة الأستاذية في اللغة العبرية في قسم الإعلام واتصال الجماهيري في جامعة الأزهر.
ظروف صعبة وعقبات متتالية وتحدٍ مستمر واجهتها الطالبة هناء أبو عمرة أثناء العدوان الإسرائيلي “الحرب أثرت بشكل كبير على دراستي الجامعية، خصوصا وان الاحتلال قام بقطع الاتصالات والانترنت فكانت وسيلة التواصل مع دكاترة الجامعة ومحاولة الحصول على الانترنت صعبة جداً” .
اتفق الطالب محمد أبو سمرة مع سابقته هناء “كنا نجلس في الشوارع من أجل الحصول على إنترنت وكان الاحتلال يستهدف نقاط تجمع المواطنين الا اننا تحدينا ذلك الخوف وجلسنا في أصعب الاماكن من أجل إكمال دراستنا ،لم ولن يثنينا الإحتلال عن ذلك بقتله لنا و النزوح القسري ومعاناة التشرد كانت تحكم مصيرنا في التعليم لعدة أسباب منها عدم توفر الإنترنت جو المناخ في الخيام التي لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء القارص”
و أشار أبو سمرة أن الحياة اليومية ومساعدة الاهل وإشعال النار لطهي الطعام، وطوابير تعبئة المياه، وكانت تشكل معاناة كبيرة جدا على عاتقهم وتقلل من فرصة الحصول على وقت كافي للدراسة.
من جانب آخر تقول الطالبة مرح السطري “أحببتُ الدراسة وسعيت لإكمال دراستي رغم صعوبة الأيام لقد فُجعت بخبر إستشهاد والدتي وأخوتي” مما أثر على حالتها النفسية والدراسية، لتصبح مسؤولة عن ٥ إخوة تسعى لتوفير مقومات الحياة لهم، في وقت كان من المفترض أن تجلس بمدرجات الجامعة.
وأضافت السطري أن المعيقات التي واجهتها أثرت على دراستها وانخفضت على إثرها درجاتها الجامعية، مضيفة ” ولكن بقلب مقهور أقول رغم ذلك نصنع الأمل”
بجانبها قالت الاخصائية النفسية ابتسام الزغل أن نفسية الطلبة صعبة جدا، موضحةً أنها أصبحت ترى العديد من الطلبة بدلا من أن يقول أريد التعليم “يقول أريد أن استشهد” اختلفت المعايير بشكل كبير نتيجة للأحداث الراهنة والحرب الطاحنة.
وتابعت الزغل أنه في الحالات الانسانية يجب توفير الاكل والشرب والمسكن والأمان، لذلك يجب تحفيز الطلبة في هذه الظروف على اكمال الدراسة، مشيرةً أن الطلاب في غزة يواجهون عدة معيقات أهمها قلة الأمان وصعوبة التعليم الالكتروني المعاناة التي تقع على عاتق المعلمين أيضا.
واختتمت حديثها بأنه يجب عقد جلسات تفريغ وتوعية من قبل مختصين نفسيين قادرين على تغيير الأفكار وتحويل شعور الطلبة لسلوك جيد، وعقد استشارات فردية سواء وجاهية او الكترونية وأن يكون هناك تدخل حقيقي لإنقاذ حالة الطالب النفسية وانتاج جيل ناجح، والعنصر الأهم سماع آراء الطلبة لمعرفة احتياجاته.
يقول صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم العالي ” أن الوزارة حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه للعام الدراسي لطلبة غزة عبر اعداد عدة خطط منها التعليم الافتراضي وللطلبة الذين غادروا خارج البلاد عُقدت لهم الاختبارات في مراكز خاصة او في مقر السفارات .
واختتم الخضور حديثه منذ السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي ، دمرت القوات الإسرايئلة 140 مدرسة وجامعة بشكل كلي ، وأكد اكثر من 11ألف طالب قُتلَ بصواريخ الاسرائيلة وكان هناك عدد كبير من الجرحى و400ألف من ذوي الإعاقة ، وأوضح اكثر من 800ألف طالب مدراس ،100 ألف طالب جامعي حرم التعليم .