اخبـار العراق

“وطن نيوز” تتحرى تكاليف القمة العربية في بغداد.. كم تبلغ؟

تستعد بغداد لاحتضان القمة العربية المزمع انعقادها الأسبوع المقبل، وسط تحضيرات اجرتها الحكومة من تبليط بعض الشوارع وتزيينها بالإضافة إلى القيام بامور اخرى على طول الطريق الذي ستمر منه الوفود العربية المشاركة بالقمة.

فبعد الحديث عن تقديم الحكومة عروض وتنازلات لبعض قادة الدول من أجل الحضور للقمة، كشف النائب مصطفى جبار سند، عن أرقام فلكية تم صرفها للتحضير للقمة العربية.
وقال سند إن “العراق يعاني من مشاكل كثيرة، ومعاناة، وظروف عوائل شهداء، في حين الحكومة تتغاضى عنها”، مبينا أن “تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار”.
وأضاف أن “تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار دينار، بمشروعين؛ واحد مباشر، والآخر إلى قاعة الشرف”، لافتا إلى أن “تكاليف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار، من دون الطعام”.
وأكد سند أن “العديد من رؤساء العالم اعتذروا عن حضور القمة، حيث ستقتصر على عدد من الوزراء والشيوخ”، متسائلا “لماذا هذه المصاريف على قمة بلا جدوى؟”.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الأيام، حملة تجميلية، استعدادا لاستضافة القمة العربية المرتقبة، حيث رُصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيف وتجميل بعض أجزاء المدينة التي ستستقبل قادة الدول العربية.
وتأتي هذه القمة في ظرف إقليمي ودولي بالغ الحساسية، مما يجعلها محطَّ أنظار المراقبين والمحللين السياسيين، على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وكشف السياسي، سالم مشكور، عن عروض وتنازلات، قدمتها الحكومة العراقية، مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة، مؤكدا أن كافة القمم العربية هي إجراء روتيني لا جدوى منه، واصفا الجامعة العربية بـ”الميتة سريريا”.
وتستضيف بغداد في 17 أيار مايو الجاري، اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الـ34 على مستوى القمة، بعد 13 عاما من الانتظار، حيث من المقرر أن تناقش العديد من القضايا أبرزها التطورات السورية، وملف السودان، وتداعيات المحادثات وتقلبات الاقتصاد.
حيث من المقرر أن تكون مشاركة الوفود من إحدى وعشرين دولة عربية، وهي البحرين والأردن وقطر ومصر والإمارات، أضافة إلى السعودية وفلسطين وسوريا وجيبوتي وموريتانيا والاتحاد القمري، واليمن وليبيا والكويت والصومال، ناهيك عن لبنان والمغرب وعُمان وتونس والجزائر والسودان.
وكان رئيس الوزراء محمد السوداني، أكد في مقابلة مع الصحفي الأميركي تيم كونستانتين، أن حضور الرئيس السوري، إلى القمة “مهم جدا لإيضاح رؤية سوريا الجديدة”، مبينا أن استضافة القمة العربية في بغداد مهمة لتأكيد دور العراق وعلاقاته المتوازنة في المنطقة، فيما شدد على أنه “لن نكون مجرد بلد مستضيف، بل مبادر لتقديم الحلول لمختلف الأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط”.
وفوّض الإطار التنسيقي، في 30 نيسان أبريل الماضي، رئيس الوزراء محمد السوداني، باتخاذ القرار بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، في القمة العربية المرتقبة بعد أشهر من الخلافات والتصعيد.
وفي 27 نيسان أبريل الماضي، تسلم فيه الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، دعوة رسمية من العراق لحضور فعاليات القمة العربية في 17 آيار مايو 2025.
وكشف المحلل السياسي والمقرب من الإطار التنسيقي حيدر البرزنجي، في 23 نيسان أبريل الماضي، عن معاتبة الإطار لرئيس الوزراء محمد السوداني، لعدم إبلاغهم بزيارة الدوحة، ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع.
وشهد الإطار التنسيقي، خلال الفترة الماضية، خلافات واضحة بشأن مسألة توجيه دعوة إلى رئيس النظام السوري أحمد الشرع، للمشاركة في القمة العربية المرتقبة في العاصمة بغداد.
يأتي ذلك بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، والتي من المتوقع أن تشكل محطة أساسية في بلورة توازنات المنطقة خلال المرحلة القادمة، فيما تبقى مسألة دعوة الشرع رهينة التوازنات السياسية الحساسة، حيث يرى بعض الأطراف في هذه الخطوة فرصة لبناء تفاهمات إقليمية، في حين يعتبرها آخرون مغامرة دبلوماسية قد تجر البلاد إلى مزيد من التعقيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى