مقالات وتقارير

تمظهرات الإرهـ.ـاب القيمي

د.أمل الأسدي
الإرهـــــ.ـاب القيمي: وهو الإرهـــ.اب الذي يستهدف المنظومة القيمية لمجتمع ما، إذ يقوم بخلخلتها وتفكيكها، وبتفككها يتفكك النسيج الاجتماعي، وتتهشم الهوية الاجتماعية الجامعة للأمة المستهدَفة، وحينها تتحول الی مجموعات بشرية متشرذمة، يمكن السيطرة عليها وإخضاعها، وتوظيف أفرادها واستغلالهم من دون رفض أو تمرد أو مقاومة أو مواجهة!!
ويتمظهر نشاط الإرهـ.ـــاب القيمي بتمظهرات عديدة، منها:
1- بعض البرامج الإعلامية، التلفزيونية والإذاعية أو التي تُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
2ـ- المسلسلات والأفلام السينمائية، والأغاني الصاخبة.
3 – صناعة المحتوی الهابط ودعم أصحاب هذا المحتوی والسعي الی نشره علی أوسع نطاق.
4 – الحفلات الصاخبة التي تروج للاختلاط والتـــعري عن طريق استقدام ودعوة من يقوم بها من أدعياء الفن المنبوذين في بلدانهم.
5- استغلال ملف السياحة والسفر الی المناطق الآثارية، وتفويج الوفود الذين يختلطون بعامة الناس، اختلاطا يتصادم مع هوية البلد وطبيعة المنطقة الاجتماعية.
6- البرامج المجانية للشباب التي تقدمها بعض المنظمات غير الحكومية، وكذلك بعض الســفارات الاجنبية ومثال ذلك: ـ برنامج “الارتقاء بالمستوى “level-up” الذي يستهدف الشابات من سن20 الی 25، وبرنامج”برنامج آيلپ iylep” .وبرامج “أت پور/الثورات الملونة” التي تدعم الاحتجاجات ضد النظام السياسي والترويج للديمــقراطية الأمريكــية في قدر واسع من بلدان العالم، خاصة في الشرق الأوسط وافريقيا، ويكون دورها الأساسي بعد ذلك في التمويل والتدريب والدعم وتقديم النصائح للحركات الاحتجاجية والتمرد في هذه البلدان، وهناك برامج ونشاطات أخری تسهم في ضرب المنظومة القيمية للبلدان المستهدفة!!
الخلاصة:
عزيزي القارئ، لن أصنّف لك القنوات الفضائية التي تمارس علی هويتك ومجتمعك إرهـابا قيميا؛ بل سأترك لك المجال لتضع هذه القنوات والبرامج ووسائلها الإعلامية بنفسك، مادمتُ سأتناول توصيفها كما يلي:
1ـ من يحاول تصوير مجتمعك علی أنه غابة حيــوانية، القوي فيها يأكل الضعيف عن طريق المسلسلات والبرامج التي تنصر الشر وتزيد حضوره الشيطاني بإزاء تحجيم الحق وتوهينه، فذلك إرهـــاب قيمي!
2- من يحاول إظهار الشخصية العراقية، أو الشخصية المستهدفة علی أنها جاهلة، غارقة في الجهل، حتی أنها لاتعرف أن للإسد أسنانا، فذلك إرهــــاب قيمي!
3- الذي يصور مجتمعك علی أنه منحل مفكك تماما، وأن العوائل منفلتة، كل فرد يلهو كما يشاء، فذلك ارهـــاب قيمي!
4- الذي يصور وجود الشـــذوذ في المجتمع علی شكل ظاهرة عامة وبيّنة، حتی أنها تستحق أن يتم تناولها في عمل درامي!! فذلك إرهــــاب قيمي!!
6- الذي يسخر من الشخصية الجنوبية ويجعلها محط السخرية والتندر في عمل درامي أو مسرحي أو أي برنامج آخر، فهذا إرهـــاب قيمي!
7- الذي يسيء الی أفراد أسرتك ويقدم لهم شتی صور العري والجرأة واللاحدود في تعامل الرجل والمرأة، فذلك إرهـاب قيمي!!
8- الذي يقدم لك ولأفراد أسرتك المشاهد الحميمية الساخنة بين زوجين، فهو يسعی لقتل فطرتك وفطرة أبنائك في الجنوح الی الستر والخصوصية الأسرية، وهو بذلك يمارس عليك إرهــابا قيميا!!
9-الذي يسعی لنشر المصطلحات الفاسدة التي تحارب الفطرة الانسانية السليمة، ويزجها في ميادين البحث العلمي؛ فهذا يمارس عليك إرهــابا قيميا!!
10- البرامج التي تبث التشاؤم واليأس وتقبّح الواقع، وتقود الفرد الی العدمية، هي إرهــاب قيمي!!
11- البرامج التي تسخر من العادات التقاليد والطقوس، المرتبطة بالموروث أو المرتبطة بجانب ديني عقدي، هي من برامج الإرهـــاب القيمي!!
12- الذي يحاول أن يستورد لك قوانين غربية، بعيدة عن بيئتك ومنظومتك ودينك، ليفرضها عليك، وليجعل حياتك الأسرية حلبةً للمصارعة، بدل أن تكون موطنا آمنا، فهو يمارس عليك إرهـابا قيميا!!
13- أي برنامج أو عمل فني يوهّن أجهزة الدولة الأمنية وقواتها، ويعمل علی خلخلة الثقة بين المواطن وبينها؛ فهو يمارس عليك إرهـابا قيميا!
ومن هنا، وجب علينا أن نرفع أصواتنا مطالبين الحكومة والدولة ومؤسساتها أن تكون حاميةً للمجتمع، وأن تسعی لتحصينه ضد هجمات الإرهاب القيمي، عن طريق الضوابط القانونية الرادعة لهذه الجهات أوالأفراد، وعن طريق تبني رؤية إعلامية وفنية، من شأنها أن توفر البديل لهذه القنوات الإعلامية، وكذلك وجب علينا جميعا نشر الوعي بطرق إيجابية غير محبطة، طرق تعيد الثقة بالنفس، مع ترك خطاب اللوم والتقريع للناس المبالغ فيه، فهذا الخطاب ينفّر الجمهور بدل أن يصلحه ويلفت انتباهه، وأدعو المؤسسات الدينية أن تولي موضوع الإرهـاب القيــمي أهمية كبيرة، لأنه مرض صامت، ينخر جسد الأمة ولاتظهر أعراضه بشكل فوري، وإنما تكون علی شكل تراكمات متكدسة!!
فهو الوسيلة الأولی لتحقيق مشروع محو الهوية الإسلامية، ومصادرة أرضنا ومواردنا عبر مشروعهم الإبراهيمي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى