الخديعة : كيف نسق ترامب ونتنياهو سرًا للهجوم على إيران

في تطور لافت، كشفت تقارير من Times of Israel ووسائل إعلام دولية أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران لم تكن عملاً عسكريًا مفاجئًا، بل ثمرة تنسيق استخباراتي ودبلوماسي محكم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب. ووفقًا للمصادر، بدأ التخطيط مطلع عام 2025، عندما وافق ترامب على تقديم دعم استخباري نوعي لإسرائيل، لكنه طلب تأجيل الضربة مراهنًا على إبقاء باب التفاوض مع طهران مفتوحًا، ما منح تل أبيب وقتًا إضافيًا للإعداد.
في 13 يونيو، أجرى ترامب مكالمة مع نتنياهو طلب فيها التمهل، معتبرًا أن الوقت غير مناسب للتصعيد، بينما واصل تقديم غطاء سياسي واستخباري للعملية. لاحقًا، قال ترامب على منصته Truth Social إن المهلة التي منحها لإيران كانت 60 يومًا، وإن الضربة جاءت فور انتهائها، ما يشير إلى وجود تنسيق مسبق في التوقيت والتخطيط والعدوان على ايران .
العملية اعتمدت على تضليل مزدوج: إشعار طهران بوجود مسار تفاوضي فعال، فيما كانت إسرائيل تنفذ عمليات اختراق داخلية عبر الموساد، مستخدمة عملاء محليين وأجهزة تجسس. جواسيس الموساد أدوا دورًا رئيسيًا، من خلال زرع أجهزة تعقب قرب منشآت عسكرية، وتسهيل مسارات الطائرات المسيّرة، وتجميع معلومات دقيقة من داخل مواقع حساسة. كما مكّنوا إسرائيل من شن ضربات دقيقة، عبر خلايا نائمة أطلقت بعض المسيّرات من داخل الأراضي الإيرانية نفسها.
كما أُطلقت طائرات مسيّرة منخفضة الرصد من خارج إيران، استهدفت منشآت استراتيجية، بينما تم التشويش إلكترونيًا على شبكات القيادة والسيطرة الإيرانية، ما عطّل الرد الدفاعي لعدة دقائق حاسمة. لم تكن هناك قائمة اغتيال ضخمة كما زعمت بعض التقارير، بل نُفذت عمليات تصفية دقيقة استهدفت قيادات مختارة في الحرس الثوري وعلماء في البرنامج النووي.
إسرائيل استغلت انشغال طهران بالمفاوضات والمواقف الدولية لتوجيه ضربة نوعية مفاجئة، شكلت نموذجًا معقدًا من التنسيق السياسي والعسكري والاستخباراتي بين واشنطن وتل ابيب ، ونجحت في تحييد القدرات الدفاعية الإيرانية مؤقتًا وتحقيق أهدافها الاستراتيجية دون تصعيد شامل
لقد لعب جواسيس الموساد دورًا أساسيًا في إنجاح الهجوم الإسرائيلي على إيران، عبر اختراق أمني واسع داخل البلاد. تم تجنيد عناصر من الافغان والبهائيين واخرين من داخل منشآت حساسة ومؤسسات عسكرية، وزُرعت أجهزة تنصت قرب مواقع استراتيجية، كما ساهم العملاء في تسهيل دخول المسيّرات الإسرائيلية من خلال تعطيل الرادارات وفتح ثغرات في الدفاعات.
قدّموا دعمًا لوجستيًا لخلايا نائمة، زوّدوها بأسلحة ومسيّرات صغيرة نُفّذت بها ضربات دقيقة من الداخل، كما مارسوا التضليل الأمني والإعلامي لتشتيت الانتباه الإيراني. بعد التنفيذ، تم تهريب بعضهم، فيما تشير تقارير إلى أن بعضهم ضُحي بهم لحماية الشبكة.
هذا النشاط الاستخباراتي منح إسرائيل قدرة على تنفيذ عملية دقيقة وسريعة دون تصعيد علني، وبدون تدخل عسكري مباشر، مما مثّل نموذجًا متطورًا في العمل السري
ان نجاح طهران بامتصاص الصدمه وتجاوز اغتيال كبار المسؤولين وتوجيه ضربات صاروخيه اخترقت كل دفاعات اسرائيل التي فشلت في الحاق اضرار حقيقيه بالمشروع النووي الايراني كان يجبر واشنطن على الانخراط في العدوان ضد ايران خاصه وان ترامب رفض تقارير أجهزه الاستخبارت التي نفت سعي ايران لامتلاك سلاح نووي وهو يعلم في داخله صحتها
لهذا كان امام قرار صعب بين عدم التورط في حرب مدمره تغوص معها بلاده في مستنقع الشرق الاوسط ويخاطر بامن حلفاءه ومن جهه التدخل لانقاد اسرائيل وليس نتنياهو من هزبمه عسكريه لارضاء اللوبي اليهودي
لهذا أكدت عدة تقارير أن إدارة ترامب أبلغت إيران بأن الضربة فجر الأحد كانت محدودة وليست بداية لحرب أو محاولة لتغيير النظام، وتهدئة المخاوف الإيرانيةوهذا التواصل كان عبر القنوات الدبلوماسية ومبعوثين رسميين، مثل ستيف ويتكوف، بهدف تهدئة التصعيد وضمان ألا تتحول العملية لمواجهة شاملة وتمهيد لسلوك دبلوماسي
لكني اعتقد ان ماجرى منذ ١٣ بونيو حزيران ولغايه ٢٢ منه هو نهايه لنتنياهو سياسيا ضمن معطيات كثيره سنتحدث عنها لاحقا ومن بينها تصريح هيئة السلامة النووية الإيرانية الأحد إنها لم ترصد “أي علامات تلوث” في المواقع النووية الثلاثة التي استهدفتها الضربات الجوية الأميركية؟