مقالات وتقارير

معركة مسلحة تهز الإقليم.. ثورة عشائرية في أربيل ضد قوات البارزاني

شهدت أربيل عاصمة إقليم كردستان امس الثلاثاء، مواجهات مسلحة بين عشيرة هركي والقوات الامنية التابعة لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني (البيشمركة) وهي القوات الرسمية هناك.

ويمتد هذا لصراع لسنوات طويلة وليس وليد اللحظة، وجاء بسبب الصراع على ملكية بعض الأراضي الزراعية في بعض مناطق الاقليم.

وشهدت منطقة خبات غرب مدينة أربيل، اشتباكات مسلحة عنيفة بين أنصار الشيخ خورشيد هركي من جهة، وقوات البيشمركة الزيرفاني من جهة أخرى، في تصعيد غير مسبوق وصفه سكان المنطقة بأنه “أشبه بأجواء حرب”.

وأسفرت المواجهات المستمرة، التي دخلت يومها الثاني، عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وتدمير عربتين عسكريتين، إلى جانب نزوح عشرات العائلات من القرى المحيطة، وسط حالة من الذعر الشعبي وشلل تام في الحركة داخل قضاء خبات.

وترجع جذور الاشتباك إلى نزاع طويل الأمد بين عشيرتي هركي وكوران، حول الأراضي الزراعية ومسارات الري المتفرعة من نهر الزاب الكبير. وفي تطور مفاجئ، تحوّل الخلاف حول مجرى مائي إلى صدام دموي استخدمت فيه أسلحة متوسطة وقاذفات RPG، في ظل غياب أي تدخل فوري لاحتواء الموقف.

ويعكس هذا النزاع أبعاداً سياسية معقدة، إذ تعيش عشيرة هركي انقساماً داخلياً بين موالين للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جوهر آغا هركي، وبين مؤيدين للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة محمود آغا هركي، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.

وفي محاولة لاحتواء التدهور الأمني، زار منصور مسعود بارزاني، نجل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، منزل خورشيد هركي حاملاً مبادرة للتهدئة، تضمنت تسليم خورشيد نفسه طوعاً مقابل ضمان الإفراج عنه لاحقاً، وانسحاب قوات البيشمركة من المنطقة. إلا أن هذه المبادرة لم تلقَ حتى الآن أي تجاوب فعلي على الأرض.

الناشط السياسي محمود ياسين كوردي وصف ما يجري بأنه “تحدٍّ صارخ لهيبة الدولة”، مشيراً إلى أن “الاشتباكات بين عناصر تنتمي إلى الحزب الحاكم وقوات أمنية رسمية تضع علامة استفهام كبيرة على مفهوم احتكار السلاح في الإقليم”.

كما حذر من أن استمرار النزاع دون حل سياسي واضح “قد يدفع العشائر الأخرى للدخول على خط الأزمة، مما يُهدد بانزلاق الوضع نحو صراع عشائري شامل يخرج عن السيطرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى