عربي ودولي

ثلاث دول تتنافس لاستقرار غزة

كشف مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، يوم الخميس، عن تتنافس ثلاث دول من خارج الشرق الأوسط، هي إندونيسيا وأذربيجان وباكستان، لتكون من أبرز المساهمين في “قوة استقرار مستقبلية” في غزة، يأتي ذلك بالتزامن مع مساعي واشنطن لإطلاق “برنامج مكافآت” لسكان قطاع غزة الذين يقدمون معلومات عن أماكن دفن رفات الرهائن.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، بحسب موقع “بوليتيكو” Politico، إن “هذه الدول أبدت اهتماماً جدياً بالمشاركة في القوة التي تسعى إدارة الرئيس دونالد ترمب لتشكيلها ضمن خطتها لإعادة هيكلة الوضع في القطاع”.
إندونيسيا، باعتبارها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، تسعى لتعزيز نفوذها الدولي، فيما تربط باكستان وأذربيجان علاقات وثيقة بالإدارة الأميركية الحالية، وقد تسعيان إلى تعزيز مكانتهما لدى واشنطن.
وأوضح مسؤول دفاعي أن “المفاوضات ما زالت في مراحلها الأولية ولم تقدم أي التزامات رسمية بعد، لكن التقدم في النقاشات يظهر أن البيت الأبيض يمضي في تنفيذ خطته للسلام المكونة من 20 بنداً”.
وقال دان شابيرو، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية خلال إدارة بايدن، إن “إظهار الزخم أمر حاسم، ويجب تحفيز هذه الدول على اتخاذ خطوات عملية وتحديد مهام القوة وبنيتها لضمان جاهزيتها للانتشار”.
وتعد “قوة الاستقرار” جزءاً محورياً من الخطة الأميركية، إذ من المقرر أن تتولى تدريب الشرطة الفلسطينية لإدارة القطاع لاحقاً ونقل السلطة من حركة حماس، ومن المتوقع أن تشارك مصر والأردن في المشاورات دون إرسال قوات، تجنباً لأي انطباع بأنها تعمل لصالح إسرائيل، كما يتوقع أن تتمركز قوات مصرية وقطرية وإماراتية داخل إسرائيل للمشاركة في مراقبة وقف إطلاق النار.
وعلى الأرض، بدأت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” CENTCOM بإرسال 200 جندي إلى إسرائيل لإنشاء مركز للتنسيق المدني والعسكري شمال غزة، في وقت لم تعلن فيه إدارة ترمب بعد عن تشكيل فرق تنسيق من وزارة الخارجية أو أي جهة حكومية أخرى.
ويرى مسؤول دفاعي سابق أن المهمة “هائلة” بالنسبة للقيادة المركزية الأميركية في ظل غياب جهة تنسيق مركزية واحدة، مشيراً إلى أن التنسيق مع دول كإندونيسيا وأذربيجان، اللتين تقعان خارج نطاق مسؤولية القيادة المركزية، سيزيد من التعقيد.
إلى ذلك، قال مسؤول أمريكي، بحسب “رويترز”، أن “واشنطن تعتزم إطلاق برنامج مكافآت لسكان قطاع غزة الذين يقدمون معلومات عن أماكن دفن رفات الرهائن”.
وقال المسؤول: “لن يُترك أحد وراءنا، نحن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة أكبر عدد ممكن”.
وأوضح المسؤول أن “البرنامج يهدف إلى تشجيع سكان غزة على مشاركة أي معلومات قد تكون لديهم حول مواقع دفن رفات الرهائن، واعترف مسؤولان أمريكيان بأن المهمة أكثر تعقيداً مما كان متوقعا، إذ يعتقد أن العديد من الرفات مدفونة تحت الأنقاض أو بين الذخائر غير المنفجرة. ومع ذلك، قال أحدهما إن “حماس وعدت ببذل كل ما في وسعها لتحديد أماكن الرفات وإعادتها”.
وأشار إلى أن “حماس أعادت حتى الآن جثامين كل من النقيب دانييل بيريتس، ويوسي شارابي، وجاي إيلوز، وبيبين جوشي، وأوريئيل باروخ، وإيتان ليفي، وتمير نمرودي، كما وصل نعشان إضافيان خلال الليل تم التعرف عليهما صباح اليوم الخميس على أنهما إنبار هايمان والرقيب أول محمد الأطرش”.
وتؤكد حماس أن “هذه هي الجثامين الوحيدة التي تمكنت من الوصول إليها حالياً، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تقول أجهزتها الاستخباراتية إن الحركة قادرة على تحديد أماكن ما لا يقل عن عشرة رهائن آخرين، وتعمل فرق مصرية وتركية داخل غزة بالتنسيق مع بيانات مواقع توفرها إسرائيل”.
ومع تقدم المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكد مسؤولون أميركيون كبار أن واشنطن بدأت بالفعل التخطيط لتشكيل قوة استقرار دولية في غزة، وهي أحد المكونات الرئيسية في خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي طرحها ترامب.
وقال المسؤولون إن “نحو 200 جندي أميركي سيشاركون في مهام التنسيق والإشراف دون دخول القطاع”، مشيرين إلى أن “الولايات المتحدة تجري محادثات مع الإمارات ومصر وقطر وأذربيجان للمساهمة في القوة، فيما يعمل عشرات من عناصر الطاقم الأميركي في المنطقة على تنسيق مراحل إنشائها”، وأوضح أحد المستشارين أن الهدف هو “إشراك كل شريك إقليمي راغب في المساعدة”.
وقال أحد المستشارين الأميركيين إن “أي غزي لن يجبر على مغادرة القطاع”، موضحاً أن “أعمال إعادة الإعمار ستبدأ في المناطق التي تخلو من عناصر حماس، حيث أن الفكرة لاقت ترحيباً من الجانب الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى