عربي ودولي

الخارجية التركية : يجب إنهاء الحرب في أوكرانيا ونتطلع إلى تحقيق الأمن والتنمية في سوريا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ان تركيا تتابع عن كثب مفاوضات الاندماج التي تُجريها الحكومة السورية مع ما تُعرف بقوات “قسد”، واجهة تنظيم PKK/YPG الإرهابي، كما شدد على ضرورة إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وأشار فيدان، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول في العاصمة أنقرة الليلة الماضية إلى أن تركيا تنتظر إسهام عملية الاندماج هذه بشكل ملموس في أمن البلاد وتلبية تطلعات الشعب ودعم التنمية الاقتصادية.
واضاف : من الضروري تمكين الحكومة السورية من بسط سيطرتها على شمال شرقي البلاد وعلى الموارد الطبيعية هناك”.
من جهة أخرى، أشاد فيدان بالعلاقات بين أنقرة وبرلين، لافتاً إلى أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يعتزم زيارة تركيا قريباً، وأنه ناقش مع فاديفول التحضيرات الخاصة بهذه الزيارة.
وأوضح أن إجمالي حجم التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي يبلغ 220 مليار دولار، وهو ما يشكّل مكانة مهمة في إجمالي حجم التجارة التركية، وأن بينها 50 مليار دولار مع ألمانيا وحدها.
وقال فيدان: “ألمانيا من أكبر شركائنا التجاريين، ونؤمن بأننا سنتمكن في المستقبل القريب من رفع حجم تجارتنا الثنائية إلى 60 مليار دولار، لأننا نرى مدى كثافة العلاقات بين رجال الأعمال والطلاب وسائر أشكال التفاعل الاجتماعي بين البلدين”.
وأكد فيدان أن كل هذه التفاعلات تولّد أنشطة اقتصادية ومشروعات وفرص استثمار جديدة، معرباً عن اعتقاده أن هذا المسار سيتقدم أكثر في المرحلة المقبلة.
كما لفت إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لتركيا، وأنه يجب في هذا الإطار عدم إضاعة الوقت وبدء مفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي بين الجانبين، ودعا وزير الخارجية التركي الجانب الألماني إلى دعم هذا المسار.
وأشار إلى أن التحرك وفق رؤية استراتيجية طويلة المدى في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي يصب في مصلحة الطرفين المشتركة.
وطالب فيدان الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن موقفه المتحيز الذي أصبح رهينة حسابات سياسية ضيقة لبعض الدول الأعضاء مشيرا الى أن المشاركة الفاعلة لتركيا في آلية برنامج العمل الأمني لأوروبا “SAFE”، وتطوير مشاريع مشتركة في هذا الإطار لها أهمية حاسمة.
وذكر وزير الخارجية التركي أنه ناقش مع نظيره الألماني الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وأنهما تبادلا الآراء بشأن السيناريوهات المحتملة للسلام ووقف إطلاق النار.
وقال إن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا، وإنهاء الحرب، ومنع انتشارها إلى مناطق أخرى في أوروبا أو غيرها، كلها أمور بالغة الأهمية.
وفي ما يتعلق باللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة المجرية بودابست، قال فيدان إنه “يلزم على أي وسيط أن يتحدث مع كلا الطرفين”.
وأضاف: “رأينا أن السيد ترمب التقى أولاً السيد بوتين في ألاسكا، ثم التقى لاحقاً في واشنطن العاصمة مع الطرف الآخر، أي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك مع القادة الأوروبيين”.
وشدد على أن حدوث لقاء بين ترمب وبوتين لا يعني أن القرار يُتخذ من دون حضور أوكرانيا، فالولايات المتحدة حالياً لا تتصرف بوصفها وسيطاً بهذه الطريقة، بل تتحدث مع كلا الطرفين بشكل منفصل.
وأوضح فيدان أنه عندما أجرت تركيا أنشطة الوساطة، فإنها أجرت مفاوضات منفصلة مع كلا الجانبين الروسي والأوكراني، كما جمعت الطرفين في ثلاث جولات في إسطنبول.
وذكر فيدان أن هذه الجهود الثلاثة التي احتضنتها تركيا في وقت سابق أسست في الواقع الأرضية للقاءات التي تحدث الآن على مستوى القادة.
وكان ترامب قد اعلن امس الاول الخميس في تدوينة عبر حسابه على منصة “تروث سوشيال” الأمريكية أن لقاء سيجمعه مع نظيره الروسي في العاصمة المجرية بودابست من أجل ما قال إنه “لإنهاء هذه الحرب المخزية بين روسيا وأوكرانيا”، دون أن يحدد موعد اللقاء.
من جهته وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثي”، مشيرا إلى أن بلاده خفضت شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال في المؤتمر الصحفي مع نظيره التركي : أنهم ليسوا غافلين عن حقيقة ما يحدث في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنهم سيوفون بالتزاماتهم كاملة تجاه القانون الإنساني الدولي وتجاه الفلسطينيين.
واكد فاديفول أن تركيا شريك استراتيجي وصديق مخلص لبلاده في جميع قضايا السياسة الخارجية وإن لدى بلاده مصالح مشتركة مع أنقرة، ولذلك فإن “تركيا ليست شريك في حلف الناتو فحسب، بل هي شريك استراتيجي وصديق مخلص في جميع القضايا السياسية الخارجية، وستظل كذلك”.
وذكر أن تركيا دعمت بفعالية خطة السلام الأمريكية في غزة وساعدت في تنفيذها، قائلا: “كانت هذه مساهمة قيمة للغاية”.
وأضاف: “واثق من أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانبنا لتعزيز الاتفاق وتحويله إلى عملية سلام حقيقية”.
وأشار فاديفول، إلى أنهم يرغبون في تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، على غرار تعاون الاتحاد مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وذكر أن بلاده تريد تقدما في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وتحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات.
وتابع: “نريد أجندة إيجابية بشكل عام. إذا أرادت تركيا حقا الانضمام للاتحاد الأوروبي فستجد ألمانيا شريكا وصديقا موثوقا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى