اخبـار العراقمقالات وتقارير

الانتخابات تقترب … هل بدأ التغازل السياسي؟

لازال الوقت مبكرا على اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة ، الا ان الشارع السياسي بطبيعته يستبق الاحداث منذ مدة ويمد جسور الثقة مابينه وبين الشارع العراقي تارة ومابينه وبين بقية الاحزاب تارة اخرى محاولا بذلك كسب اكبر قدر ممكن من الاصوات التي تمكنه من الحصول على اكبر عدد من المقاعد ، وهذا بحد ذاته يعتبر تحدي كبير لتلك الاحزاب لاسيما بعد ان فقدت ثقت الجماهير بها.
بيما تعتمد الاحزاب والكياات السياسية ذات القواعد الشعبية على تلك الجماهير وتحشيدها قبيل الانتخابات للحصول على تأييدهم والتصويت لهم ومحاولتها للحصول على اكبر عدد من المقاعد البرلمانية لتكون العنصر المؤثر في تشكيل الحكومة ، وتتقاسم الكعكة وتحصل على اكبر قدر من تلك الكعكة بفضل جهود قواعدها الجماهيرية التي تبذل قصارى جهدها لايصال تلك الجهات الى البرلمان بينما تكون هي الخاسرة الاكبر بتلك المعادلة.
الحكيم يغازل الصدر
حيث بين رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم، ان التيار الصدري تيار مهم في المجتمع ويصعب القول بإنه خارج العملية السياسية إنما هو خارج هرم الحكومة والبرلمان .وقال الحكيم في ملتقى شباب العراق الرابع:” إن التيار الصدري تيار مهم في المجتمع ويصعب القول بإنه خارج العملية السياسية إنما هو خارج هرم الحكومة والبرلمان، وهو حاضر في المشهد السياسي وشريك في العملية السياسية ، مؤكداً أهمية الوحدة ورص الصفوف والعمل بالمشتركات وأن وجود الاختلافات لا يمنع من التواصل والتكامل. وأضاف:” إن تيار الحكمة الوطني لم يشارك في الحكومة لأننا لم نكن نمتلك المقاعد الكافية وإن امتلكنا الأصوات، مبينا ان التمثيل الحكومي عرض على تحالف قوى الدولة الوطنية لكنه رفضها، وإنما حضورنا داخل الإطار التنسيقي و ائتلاف إدارة الدولة ودعمنا للحكومة هو لما لمسناه من جدية في تقديم الخدمات”.
الحكيم لم يكتفي بالصدر .. بل غازل السوداني
وفي معرض حديثه أشار الحكيم إلى ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هو الشخص المناسب في المرحلة الراهنة من حيث الاندفاع في البناء والاعمار وتقديم الخدمات، التي تمثل أولوية المرحلة، وإن تجربة السوداني الإدارية أسهمت في تقديم الخدمات، ونزوله الميداني نقطة تحسب له لتحريك المشاريع ومغادرة الحالة الرتيبة.
لا نية للأحزاب السياسية باجراء اتخابات مبكرة
فيما بينت عدد من الاحزاب السياسية ان الكلام عن وجود انتخابات مبكرة امر عار عن الصحة ، فيما ذهبت احزاب اخرى الى ان الانتخابات لايمكن ان تجري الا بعد تعديل قانون الانتخابات الحالي وتغيير المفوضية.
وبين الحكيم ان الانتخابات المبكرة كلام غير واقعي ولا توجد إرادة سياسية بذلك مع التذكير بأن الانتخابات المبكرة تأتي لفك انسداد سياسي وهذا غير موجود إضافة إلى العامل التقني المتعذر بوجود انتخابات إقليم كردستان، وهناك حديث عن أفكار عامة حول شكل التحالفات القادمة ومتى ما صار الحديث جديا سنبحث شكل التحالفات بجدية.
السوداني يغازل الصدر والاخير يغمزه
فيما اعلن رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني الى انه لايوجد بينه وبين التيار الصدر وزعيمه السيد مقتدى الصدر أي تقاطع يذكر ، واشار مصدر مقرب منه في تصريح سابق لوكالة “وطن نيوز” الى ان السوداني يسعى لمد جسور الثقة بينه وبين التيار الصدري وان الزعيم العراقي مقتدى الصدر يعتبر من اقرب الزعامات الى السوداني.
فيما غمز التيار الوطني الشيعي التيار الصدري سابقا بزعامة مقتدى الصدر غمز السوداني بعدد من التغريدات الداعمة لحكومته ولنشاطها العمراني الذي تشهده العاصمة بغداد وبعض المحافظات ، معتبرا ذلك بالانجاز الذي لم نرى مشابها له منذ بداية تشكيل الحكومات الديمقراطية.
الاحزاب السياسية لم تغازل الشارع لحد اللحظة
بينما لاتزال الاحزاب بعيدة عن الشارع العراقي ولم تقم بأي مبادرة للمغازلة وابداء الاعجاب وتبادل الحب مابين الاحزاب والشارع العراقي ، وهذا التغازل لايبدأ الا بقرب الانتخابات وهو اشبه بـ “الزواج التقليدي” الذي من خلاله تبدأ وتيرة الحب مابين الزوجين لتستمر بعدها العلاقة الزوجية اما بالنجاح او الفشل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى