منها تقليل معدل عمر الانسان.. نتائج “مخيفة” وراء اختفاء المساحات الخضراء من بغداد

احداث الوطن – تقرير
يشهد العراق اندثاراً سريعا للمساحات الخضراء خاصة في العاصمة بغداد والتي تحولت اغلبها لمجمعات سكنية او مولات او كراجات، وفيما تواجه دول العالم ازمة الجفاف والتصحر التي تضرب الكرة الارضية، يشهد بلاد الرافدين فقدان مساحاته الخضراء لصالح مشاريع استثمارية.
يشار الى أن العاصمة بغداد كانت محاطة ببساتين نخيل كبيرة، وخاصة قي منطقة الدورة جنوبا، لكن جرى تجريفها منذ سنوات عدة دون معرفة الاسباب الحقيقية لذلك.
جدير بالذكر، ان مبادرات إنشاء الحزام الأخضر، بدأت في سبعينيات القرن الماضي، كجزء من حملة قامت بها الدول العربية وبمساعدة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في مرحلتها الأولى، يعمل كمصد للرمال الصحراوية التي تجتاح المدن والأراضي الزراعية، فضلاً عن عمله للحد من الرياح الصحراوية نحو المدن، لكن المشروع توقف بسبب الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988، ومن ثم حرب الخليج، والخلاف العراقي الخليجي.
الى ذلك يقول الخبير البيئي حمزة رمضان لوكالة “احداث الوطن” ان “خطورة تقليل المساحات الخضراء تكمن في انها تقلل من نسب الاوكسجين وتزيد من الغازات السامة اي القضاء على حياة البشر بالتدريج البطيء وتقليل معدل عمر الانسان وفقا للتاثير البعيد المدى لتقليل الاوكسجين”.
واضاف “بناء المجمعات السكنية او الابراج في المساحات الخضراء يسبب ازدحامات حيث ان هذه المجمعات غير مهيأة لها باركات وعليه سيخلق ازمة جديدة من ناحية الازدحامات والخدمات كما انها لم تصمم لمواجهة الزلازل”.
وتابع رمضان “الطفل حينما يكبر في بيئة خالية من الخضار والاوكسجين ومن دون حركة بالتالي تؤثر على حالته النفسية وشخصيته لا تكون في كمال”.
هذا وأوردت “نيويورك تايمز” الامريكية أن كثيراً من بساتين بغداد وحدائقها تندثر جراء عمليات بناء غير منظمة منفلتة إلى حد كبير من قيود التنظيم المدني والحفاظ على المساحات الخضراء.
وتعاظمت وتيرة هذه العمليات قبل 10 سنوات، ما قلص المساحات الخضراء التي ساعدت تقليدياً في إبقاء العاصمة صالحة للعيش حين ترتفع درجات الحرارة في مدينة هي بالفعل واحدة من أكثر المدن سخونة في العالم. ذلك أن البناء– القانوني وغير القانوني– يتسارع في بغداد على وقع نقص خطير في المساكن.
تحرك برلماني:
وتقول عضو مجلس النواب زينب الموسوي لوكالة “احداث الوطن” ان “التعدي على الأماكن الخضراء واستغلالها يؤدي لعواقب وخيمة تؤثر مباشرة على الإنسان والبيئة حيث تؤدي لزيادة الاتربة كونها الاشجار الخضراء او الشريط الأخضر يؤدي لتقليل الأتربة وحرارة الشمس العالية في فصل الصيف وايضا تحمي الانسان والبيوت من الحشرات الطائرة”.
واضافت “ونحن في مجلس النواب نقف بالضد من استغلال المناطق الخضراء في بغداد والمحافظات من اجل السكن او البناء التجاري كونها اراضي مملوكة للدولة ولا يحق قانونا وشرعا استغلالها بشكل فاحش وسنعمل على اصدار قوانين تجرم ذلك وزيادة الوعي لدى المواطن العراقي لزيادة المساحات الخضراء”.



