هل سيشهد التصويت العام اقبالا اوسع من الخاص … أم للمقاطعون رأي آخر؟

بالتزامن مع دخول الانتخابات المحلية بعد انقطاع دام لنحو عشرة اعوام، ينادي البعض بمقاطعتها وعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع، في حين تؤيد الغالبية العظمى من الشعب هذه المناسبة السياسية التي ترى من خلالها الحل الافضل لتغيير الوجود القديمة، التي مضى على وجوده في المحافظات سنوات طويلة.
مقاطعة الانتخابات وكما يرى الاغلبية انها تسمح للفسادين في البقاء بمناصبهم بل التمدد ايضا الى ابعد من ذلك من خلال الحصول على كافة المناصب التنفيذية المهمة في المحافظات، على اعتبار ان جمهور الاحزاب السياسية والطكتل المتنافسة، سيتوجه باكمله الى الصناديق واعطاء صوته لمرشحيهم، في حين ان الوجوه الجديدة لن تحصل على شيء بسبب المقاطعة، بالتالي هذه المعادلة تسمح للوجوه القديمة في البقاء بمناصبها والتفرد بالقرار، في ظل غياب غالبية الخدمات
وأغلقت مراكز الاقتراع الخاص في العراق، مساء امس السبت، أبوابها أمام الناخبين من القوات الأمنية والنازحين ممن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات المحلية، التي من المقرر أن يجري التصويت العام فيها غدا الاثنين، فيما أكدت الجهات المشرفة على الخطة الأمنية عدم تسجيل أي خروقات أثناء فترة التصويت.
وكانت مراكز الاقتراع الخاص قد فتحت أبوابها أمام الناخبين في تمام السابعة من صباح السبت، وبلغ عدد المراكز التي جرى فيها الاقتراع الخاص 565 مركزاً في عموم المحافظات، 35 منها للنازحين.
وذكر المفوضية أنّ “عملية التدقيق واحتساب أصوات المقترعين بالتصويت الخاص قد بدأت بعد أن تم إغلاق الصناديق”، فيما لم تعلن بعد المفوضية العليا للانتخابات نسبة التصويت.
وأوضح رئيس مجلس المفوضية في العراق، عمر أحمد، في مؤتمر صحافي، “أنّ إجراءات الفرز والعد الإلكتروني ستتم في محطات الاقتراع، وسترسل النتائج الإلكترونية إلى المركز الوطني، فضلاً عن إجراء عمليات العد والفرز اليدوي لجميع محطات الاقتراع وفق القانون الانتخابي”.
وأكد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، إحالة بعض المخالفين للقضاء، مضيفاً، خلال مؤتمر صحافي، أنّ “كل الوحدات توجهت إلى مراكز الاقتراع بعموم العراق، والقوات الأمنية أدلت بأصواتها بأريحية ضمن خطة مرنة”.
وشدد على أنّ “نقل عصا الذاكرة ستكون أولوية أولى كونها تحتوي على كل البيانات، وستكون عبر طيران الجيش والقوة الجوية من المحافظات إلى بغداد، أما بقية مستلزمات عملية الاقتراع فستنقل إلى المراكز”.
وأكد المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، حضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى قيادة العمليات المشتركة، حيث عقد اجتماعاً مع وزير الداخلية ونائب قائد العمليات المشتركة والأجهزة الأخرى، واطلع على سير العملية الانتخابية ضمن الاقتراع الخاص، لافتاً إلى “عدم تأشير أي خرق في التصويت الخاص، وأن التصويت تم بانسيابية”.
الى ذلك اعتبر عضو ائتلاف دولة القانون النائب مهند الخزرجي، المشاركة الفاعلة خلال التصويت الخاص بالرسالة القوية للرد بشأن مقاطعة الانتخابات المحلية.
وقال الخزرجي ان “المشاركة الفاعلة في التصويت الخاص رسالة وجهت لكافة المراهنين والمشككين بان انتخابات مجالس المحافظات سوف لن تحدث وستؤجل الى اجل غير مسمى”.
وأضاف ان “عملية التصويت الخاص بالتأكيد لها انعكاسات إيجابية ليوم التصويت الخاص ونامل بزحف شعبي وجماهيري نحو صناديق الانتخابات بعد عرس التصويت الخاص الذي يجري اليوم بكل انسايبة ” .
ودعا “القوى السياسية الى الإسراع باستكمال هيكلية المجالس بأسرع وقت بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات للشروع بالعمل والبناء لتطوير المحافظات كافة والارتقاء بالخدمات العامة للمواطنين”.
ويحق لأكثر من 23 مليون مواطن في العراق التصويت في الانتخابات التي يتنافس فيها 296 حزباً سياسياً انتظمت في 50 تحالفاً، ويتنافس المرشحون على 275 مقعداً هي مجموع مقاعد مجالس المحافظات بشكل عام، وقد جرى تخصيص 75 منها ضمن كوتا للنساء، و10 مقاعد للأقليات العرقية والدينية في العراق.
وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولها صلاحيات الإقالة والتعيين، وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي، بينما ستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ إبريل/ نيسان 2013.



