حملات مقاطعة “الشركات الداعمة للصهيونية” تؤتي ثمارها

ذو الفقار سيف
كانت هناك العديد من الشركات الأميركية والغربية لها موقف سجل في صفحاتها التاريخية بالدم بسبب دعمها للاحتلال الصهيوني وحربه الشعواء ضد الأبرياء من أهالي غزة بشكل خاص و الشعب الفلسطيني بشكل عام, حيث دعمت تلك الشركات آلة القتل والإرهاب حتى باتت الشريك الأساسي في عملية القتل الممنهجة التي تحدث الآن في أرض الزيتون.
والشعوب العربية تختلف مع حكوماتها فتلك الشعوب حرة ورافضة للعبودية والاحتلال والماسونية وتقف وتثبت على موقفها مع شعب فلسطين حتى تحقيق النصر وإعلان الدولة الفلسطينية وزوال الاحتلال الصهيوني واستعادة أرض الزيتون المقدسة، الامر الذي دفع البلدان العربية على مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.
وبشأن تأثيرات المقاطعة الشعبية للمنتجات الداعمة للاحتلال الصهيوني، عبّر الكثير من المواطنين العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن قناعتهم بأن هذه المقاطعة نجحت حتى الآن في الإضرار بالشركات التي تدعم الاحتلال في حربها المدمرة على قطاع غزة وهجماتها المتكررة على العديد من البلدات الفلسطينية.
شركة فورتريس للاستثمار تقول إن “الشركات الداعمة للاحتلال الصهيوني تأثرت بشكل كبير بسبب حملات المقاطعة. لتضيف: لو سلّطنا الضوء على منطقة الشرق الأوسط فقط سنجد أن فروع هذه المؤسسات تعاني بشكل كبير، كما أن هذا الوضع سينعكس سلبا على إيرادات الشركات الأم أيا كان مقرها أكانت في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو غيرها.
النتائج الحقيقية لحملات المقاطعة عادة ما تظهر بعد شهرين أو أكثر، وإن هذه التأثيرات السلبية ستكون ضخمة جدًا تهدد كبريات الشركات الداعمة للاحتلال الصهيوني بإشهار إفلاسها وتسريح الاف الموظفين وتدمير اقتصاديات عظمى داعمة للشر أيضًا.
شركة ستاربكس ما يزال سهمها يعاني من أجل تقليص خسائره- وما زالت تواجه حملة المقاطعة على المستوى العالمي ولم تستطع أن تغير نظرة المستهلك اتجاهها رغم العروض الترويجية لأن المستهلك الآن ينظر إليها على أنها شريك في دعم الاحتلال الصهيوني.
ستاربكس ستواجه العديد من التحديات في المستقبل، وأن تكون نتائجها المالية للربع الرابع سيئة للغاية وستنعكس على إجمالي النتائج السنوية.
نستطيع أن نسقط هذا الوضع على كامل الشركات التي أيدت أو دعمت جيش الاحتلال بأشكال مختلفة.
من حيث المبدأ من المفروض أن تؤثر حملات المقاطعة على الشركات الأميركية والغربية والاسيوية على قراراتها الداعمة، وهذا نوع من أنواع الضغط الشعبي الذي تمارسه الشعوب الحرة. المقاطعة دعم معنوي وطريق للضغط على الشركات.. وفي جميع الحالات هي جيدة ومؤثرة.
لم تقتصر المقاطعة الشعبية على الأشخاص بل اتخذت مستويات أعلى عندما قررت دول مثل تركيا تعليق خطط للتعاون مع الاحتلال الصهيوني في مجال الطاقة بعد أيام من بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما أعلن الأردن وقتها أنه لن يوقع اتفاقية لتبادل الطاقة مقابل المياه مع تل أبيب في ظل الحرب على القطاع المحاصر.
ويدرك الاحتلال الصهيوني بأن حملات المقاطعة تؤثر بشكل كبير على الجهات الداعمة لها ومن ثم تؤثر على اقتصاده المتهالك.
ويشير تقرير لمؤسسة “راند كوربوريشن” الأميركية لعام 2015 إلى أن المقاطعة الاقتصادية للاحتلال الصهيوني ما بين 2013 و2014 تسببت في خسارة تراكمية تقدر بحوالي 15 مليار دولار، وهو ما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاحتلال الصهيوني بنسبة 3.4%.
ويظهر أن الأهم في هذه المقاطعة الشعبية هو توجه المستهلكين نحو دعم المنتجات المحلية التي شهدت إقبالا كبيرا في عدد من الدول العربية والإسلامية.
ان النتائج الكبيرة التي حققتها المقاطعات العربية والعالمية للشركات الداعمة، تحتم علينا التصعيد بشكل اكبر، من خلال التعاون مع شركات لم تصافح كيان الشر، ولم تمده بالمال او التكنلوجيا، وان تبحث البلدان العربية عن شركات وقفت بالضد او الحياد من الهجمة المسعورة للصهاينة ضد اهلنا في غزة، وان نفعل الاستثمارات المستقبلية مع تلك الشركات المحايدة التي تمتلك تكنلوجيا وتنقيات كبيرة وتفوق بكثير ما تمتلكه الشركات السوداء التي دعمت الاحتلال الصهيوني.
ووفقا لدعوات المقاطعة، فان العديد من المعنيين يرون ان الخسائر المادية التي ستمنى بها الشركات الداعمة للاحتلال ستكون كبيرة وستؤدي الى اضعافها وعرقلة مشاريعها، كما يرى المراقبون، ان الضربة القاصمة للاحتلال والشركات الداعمة له، هو التعاون مع شركات عالمية رافضة للعدوان، ومنحها الاستثمارات داخل الاراضي العربي، واصدار قرارات مستقبلية لمنع التعاون مع “الشركات السوداء” التي صافحت يد المحتل الملطخة بدماء الابرياء.



