الصدر يحن للعمل السياسي ومقاعد البرلمان تغري التيار .. عودة الزعيم الصدري حقيقة أم بالون اختبار؟

تقرير : سيف ابو عرب
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بالحديث عن عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العملية السياسية، وتحركه نحو اطراف سياسية ودينية من أجل اعادة فتح باب الترشيح من قبل المفوضية العليا للانتخابات لكي يتمكن اتباعه من الترشيح.
هذه الاخبار أثارت تساؤلات عدة عن الاسباب التي دفعت الصدر إلى العودة للعملية السياسية التي اعتزلها منذ الانتخابات السابقة والتي لم يتمكن خلالها من تشكيل حكومة، ولهذا اتخذ طريق الاعتزال وقال آنذاك ان هذا القرار قطعي ولا رجعة فيه.
البعض ذهب في تفسيره لهذه الخطوة إلى ان الصدر قد حن إلى العمل السياسي الذي انخرط فيه منذ عام ٢٠٠٣ بعد الاحتلال الامريكي، وتمكن طيلة السنوات الماضية من الحصول على مناصب رفيعة واستثمارات ضخمة، جعلت من التيار الصدري واحد من اقوى الفصائل في العراق، بينما يرى آخرون أن المعلومات التي نشرت عن عودة الصدر للسياسية هي بالون اختبار ولا حقيقة لها ما دام لا يوجد اي إعلان رسمي من قبل التيار الصدري.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في الشأن السياسي إياد العنبر، إن الصدر “وصل إلى نقطة اللاعودة، ولن يشارك في الانتخابات ما لم يحدث متغير دراماتيكي كبير يجبره على ذلك”.
ويضيف في تصريحاته التي تابعتها “وطن نيوز” أن انسحاب الصدر كشف هشاشة قوى السلطة التقليدية وأتاح المجال أمام المتنافسين السياسيين لكشف مشاريعهم الحقيقية، وما إذا كانوا يتجهون نحو السلطة أو لديهم رؤية سياسية موحّدة.
ويرى العنبر أن الحديث عن عودة الصدر هو “رسالة سياسية” موجهة من أطراف في الإطار التنسيقي، ربما لاختبار الشارع الشيعي، أو حتى لتخويف خصوم داخليين من احتمال عودة القوة الشعبية والتنظيمية للتيار.
مقربون من التيار الصدري وصفوا ما يُروّج له بأنه “بالون اختبار” أطلقته جهات سياسية تهدف إلى تشويش المشهد، أو ربما لتثبيت فكرة مفادها أن “لا أحد يستطيع كسب الشارع إلا بعودة الصدر”.
بعض التحليلات الأخرى ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، واعتبرت أن تسريب خبر “العودة” هو بمثابة مناورة لحرق أوراق التيار، أي إحراج الصدر سياسياً أمام جمهوره إن لم يعد، أو تقليص زخم دخوله إن قرر ذلك فجأة.
فالمعادلة هنا حساسة، عودة الصدر قد تخلط الأوراق، لكن نشر الإشاعة دون إعلان رسمي منه يقلّل من عنصر المفاجأة الذي يجيده التيار عادة في توقيتاته، هذا ما يقولوه مراقبون.
إلى الآن، لا يوجد ما يؤكد أن عودة الصدر للانتخابات واقعة، بل الأقرب أنها جزء من صراع داخل البيت السياسي الشيعي، ورسائل متبادلة بين التيار المنسحب والإطار الحاكم.
هذا وكانت وسائل إعلام محلية قد قالت في وقت سابق ان الصدر تواصل مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان من اجل السماح له بالمشاركة في الانتخابات عبر صيغة قانونية تمكن المفوضية من اعادة فتح الترشيح للانتخابات.