انذل عملية اغتيال على مر التأريخ

مرتجى ماجد
كل عمليات الاغتيال التي تحصل هي مرفوضة سواء كان المغتال نبيلا او رذيلا، فرغم بشاعة الفعل الا ان البعض لا يستحيف مقتل واغتيال الشخوص السيئين وبعض عمليات الاغتيال تحدث بصورة طبيعية لكن ان تغتال امرأة وينكل بها وينزل من قدرها فهذا لم يحدث عبر التأريخ الا بحادثة الباب.
فلم تعرف البشرية أقبح وانذل عملية اغتيال، الا التي حصلت سنة ١١ هـ بهجوم عصبة من الذكور على سيدة جليلة بنت خير خلق الله.
ولم يكن لها ملاذا سوى ذاك الباب الخشبي، الذي استترت به حفاظا على عفتها وجلالها، لكن كان ذاك المسمار في قلب الباب قد حطم قلب ابيها وبعلها وبنيها ومحبيها.
نعم انها انذل عملية اغتيال منذ بدأ الخليقة وليومنا هذا ولعله وليس تنبأ بالمستقبل لكنها واضحة ان لا تمر عملية اغتيال كالتي حصلت في ذاك الزمان.
فلم يعهد العرب يوما ان يهجم رجال اشداء أجسامهم كأجسام الغول على سيدة نحيلة نحيفة لاتقوى على حمل ابسط الأشياء لأنها تحمل جنينا بين احشاءها.
ولم يراعوا حرمة للدار ولا لصاحب الدار ولا لراعي الدار واب الدار الا وهو رسول الله، الذي كانوا يدعون انهم صحبه وانصاره.
نعم لقد كانت انذل عملية اغتيال لانبل سيدة خلقها الله فهي تلك التي وصفها الرسول الكريم بأفضل نساء العالمين.
بل عدَتْ الأمة على دارها التي شرّفها الله تبارك وتعالى وأغلق جميع الأبواب الشارعة الى مسجد النبي (ص) إلا بابها ولم يكن رسول الله (ص) يدخل الى هذه الباب الا بعد الاستئذان إعلاءاً لشأنها فأحرقوا الباب وضربوا سيدة نساء العالمين وأسقطوا جنينها واغتصبوا إرثها من أبيها ونكثوا بيعة أمير المؤمنين (عليها السلام) فخرجت مطالبة بحقها مدافعةً عن إمامها وقائدها الحق فاضحة للأئمة المتقدسين الذين خدعوا الأمة بمعايير زائفة وخلّفوا وراء ظهورهم ميزان الحق: فاطمة الزهراء مظهر الرضى والغضب الإلهي بنصّ الأحاديث الواردة في كتب الطرفين.



