مقالات وتقارير

التيار الصدري يتحرك للحفاظ على نفوذه في المحافظات الجنوبية ويتهيأ للتظاهر

يحاول التيار الصدري الذي يمتلك العديد من المناصب الحكومية خاصة في المحافظات الجنوبي، التي حصل على منصب المحافظ في ثلاثة محافظات وهي ذي قار والنجف وميسان،

وهذه كلها ذهبت الى اطراف اخرى وفقا لما افرززته الانتخابات المحلية التي جرت في الثامن عشر من كانون الثاني العام الماضي، لذا فأن زعيم التيار مقتدى الصدر يحاول الرجوع الى العملية السياسية عبر خيارين لا ثالث لهما، الاول هو التظاهر واللجوء الى الشارع والاعلان رسميا انهاء المقاطعة السياسية، والخيار الثاني يتعلق بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وأفرزت الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نتائج لا تصبّ بصالح التيار الصدري في معظم المحافظات، خصوصاً تلك التي كان يتمتع بها بنفوذ كبير ويهيمن على معظم مناصبها، إذ خسر التيار منصب محافظ ميسان، الذي كان يديره علي دواي، وهو أحد قيادات التيار منذ عام 2009، فضلاً عن منصبي محافظي النجف وذي قار المحسوبين على التيار.
وفي اليومين الماضيين، خرج بعض المحسوبين على التيار بتظاهرة في محافظة النجف، رفضاً لمحافظها الجديد، وقبيل اتساعها أصدر ما يُسمى “وزير الصدر” صالح محمد العراقي، توجيهاً بإنهاء التظاهرة.
الواقع الذي بدأ يفرض نفسه على نفوذ التيار في تلك المحافظات الجنوبية، التي تمثل مصدر الدعم الشعبي للقوى الشيعية، لا يمكن إغفاله من قبل التيار الصدري، وتحديداً زعيمه مقتدى الصدر، وفقاً لما رآه مصدر سياسي متداخل مع قيادات التيار، حيث قال: “بعد أن أصبحت مخرجات نتائج انتخابات مجالس المحافظات أمراً واقعاً، بدأ التيار بإعادة حساباته بسبب خسارته المباشرة منصب محافظ ميسان، وخسارة النجف وذي قار اللتين كان يديرهما محافظان محسوبان على التيار”

.
وأكد أنّ “المعلومات المتوافرة لدينا هي أنّ الوضع غير مرضٍ بالنسبة إلى التيار الصدري، وأن مراجعته لحساباته السياسية قد بدأت بالفعل، وأن هذه المراجعة تأتي مع خسائر كبيرة ستتزايد يوماً بعد آخر في تلك المحافظات، وهو ما يحتم على التيار قراراً صحيحاً يعيد له قاعدته الشعبية ونفوذه”.

وأشار إلى أنّ “الصدر ليس رجلاً بعيداً عن الفكر السياسي، بل يتابع مجريات الأحداث في البلاد بدقة، وفكّر في العودة للعمل السياسي وخوض الانتخابات المحلية، إلا أنه لم يتخذ قراراً بهذا الاتجاه، واليوم بعض القيادات القريبة منه بدأت بالضغط لمراجعة قرار الاعتزال السياسي”، كاشفاً أنّ “عودة التيار إلى العمل السياسي مطروحة بقوة مع مجريات ما يجري في الساحة السياسية، وأنها ستكون من أحد طريقين سلميين: إما الانتخابات البرلمانية وإما الشارع”.
وأشار إلى أنّ “الصدر يدرك أن البقاء بعيداً عن العملية السياسية سبب خسارة له، وإنه يجب أن يملأ الفراغ، حتى لا يملأه خصومه، وأنه إذا استمر بالمقاطعة، فإنّ خسارته قد تصل حتى إلى جمهوره الذي قد لا يصبر مدة أطول ويتخلى عنه”، مرجحاً أن “يجري الصدر في الفترة المقبلة مباحثات مع حلفائه السابقين تحالف تقدم والحزب الديمقراطي الكردستاني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى